أسامة الرحباني ينتقد السلطة السياسية في لبنان

اعتبر الموسيقار والفنان اللبناني ابن العائلة الرحبانية العريقة أسامة الرحباني، أن الأمسية الموسيقية “ليلة أمل” التي شهدتها بيروت ليل الأحد “نوع من المقاومة الثقافية والتمرد ضد نظام التراكمية الذي لم يعد يعني لنا شيئا”.

وأضاف الرحباني في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أقصد هنا بالتراكمية طريقة عيش الناس. نفتقر لقادة يملكون الرؤية الشاملة المدعمة بالثقافة والفن، ومن المؤسف أن بين كل الذين ترشحوا لمجلس النواب لا نجد من يملك هذه الرؤية”.

وتابع: “نحن أهل الفن والإبداع حملنا وجه لبنان في الخارج منذ نال استقلاله على يد رجال الإعلام والثقافة والأدب، وعسى أن يتمكن الزملاء في مضمار الثقافة من إقامة أعمال مشابهة”.

وقال الرحباني: “هناك من استغرب فكرة الحضور المجاني للأمسية الموسيقية، إلا أننا تحدينا ذلك لإقامة ليلة أمل في بيروت ليتمكن الغالبية من الطبقة المتوسطة والموظفين والطلاب من الحضور”.

وعن تمويل الأمسية قال: “قدمنا تعاونا مشتركا أنا والفنانة هبة طوجي وزوجها الفنان العالمي اللبناني إبراهيم معلوف، إضافة إلى علاقاتنا والاسم الذي نحمله وهو مصدر ثقة لكثير من الناس، فضلا عن مجموعة من المساهمين والأصدقاء الآخرين”.

وعن اختيار المكان قال الرحباني: “له رمزية خاصة لكونه تضرر من انفجار مرفأ بيروت، وهذا الافتتاح الأول له بعد ترميمه”.

يذكر أن أمسية “ليلة أمل” أقيمت في قاعة معرض “فورم دو بيروت”، على بعد أمتار قليلة من موقع انفجار المرفأ، إيذانا بإعادة افتتاح المعرض للمرة الأولى منذ الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020.

وقالت الفنانة هبة طوجي التي أحيت الأمسية: “سبق وقدمنا أنا وإبراهيم وأسامة حفلا مشابها في فرنسا، إلا أن وجودنا في المدينة التي هدمها الانفجار وتحديدا من فورم دو بيروت رسالة للاستمرارية، ومعناها: نحن سنبقى هنا”.

وكان حضور الحفل الذي صدحت أنغامه في أرجاء العاصمة مجانيا، وحمل شعار “الثورة” على الوضع المأساوي الذي يعيشه اللبنانيون، مكرسا “المقاومة لكل المصاعب، عبر الثقافة والفن والغناء والدعوة للاستمرار وتخطي الصعاب”.

ووسط حضور كثيف بلغ قرابة 5 آلاف شخص غصّت بهم القاعة، قصدوا بيروت من كل مكان وتفاعلوا مع الأمسية التي أعادت لهم بصيص الأمل، تقدمت الحضور شخصيات دبلوماسية وفنية واجتماعية وإعلامية وثقافية.

واستهلت الأمسية بمشهد مؤثر تمثل بالالتفاتة المميزة تجاه أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، من خلال عرض فيديو قصير يُذكّر بالكارثة، ويشدد على ضرورة الوصول إلى الحقيقة كاملة، لتصعد بعدها هبة طوجي على خشبة المسرح وسط تصفيق الحضور، وتفتتح الحدث بأغنية “لازم غيّر النظام”، كما أهدت بلفتة مباشرة أغنية “وحياة اللي راحوا” لأرواح ضحايا انفجار 4 أغسطس.

وشارك في الأمسية التي تابعها اللبنانيون على شاشات التلفزة المحلية، المؤلف الموسيقي إبراهيم المعلوف، مع إطلالة خاصة للفنانة اللبنانية إليسا التي قدمت أغنية وطنية من ألحان أسامة الرحباني وكلمات كمال قبيسي.

وكذلك قدمت إليسا مع طوجي تحية إلى روح الإخوة الرحابنة، منصور وعاصي وإلياس الرحباني، علما أن الأخير توفي العام الماضي بعد إصابته بفيروس كورونا.

وقالت إليسا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هي أمسية أمل للبنان. وأداء الفنانة هبة طوجي كان مميزا”، ووجهت الشكر لأسامة الرحباني على “هذا العمل الوطني المميز”.

وتخللت الأمسية لوحات فنية جسدت الواقع اللبناني السياسي والاقتصادي، وانتقدت السلطة السياسية التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه، وجسدت هجرة اللبنانيين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى