5 مؤشرات على تراجع “إيكواس” عن الخيار العسكري في النيجر

 

على الرغم من التوقعات المتزايدة بشأن قرب دول غرب أفريقيا في التحرك عسكريا ضد النيجر، إثر اجتماع الخميس إلا أن هناك مؤشرات تكشف عن تراجع في مواقف الدول الداعمة للتدخل العسكري.

 

تأجيل اجتماع إيكواس

 

أولى هذه الإشارات كان تأجيل اجتماع إيكواس اليوم السبت في أكرا عاصمة غانا، وكان سيضم رؤساء الأركان للدول الأعضاء في منظمة إيكواس، إلا أنه قبل انعقاد الاجتماع كشفت مصادر لوكالة “فرانس برس” عن تأجيله إلى أجل عير مسمة لـ”أسباب فنية”.

 

وكان من المفترض أن يناقش الاجتماع الخطط العسكرية للتدخل في النيجر.

 

بلينكن يبحث عن حل دبلوماسي

 

وتزامنا مع إعلان تأجيل اجتماع إيكواس في غانا، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مباحثات مع محمد إيسوفو الرئيس السابق للنيجر.

 

بلينكن بحث مع إيسوفو تطورات الأوضاع في البلاد، مؤكدا استعداد واشنطن تبني مقاربات دبلوماسية لحل الأزمة في النيجر.

 

في الوقت نفسه، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تركز الجهود الدبلوماسية لحل النزاع في النيجر، مضيفا أنه يعتقد أن هناك مساحة لإعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية، واشنطن تريد حلا سلميا لهذه القضية من دون عنف”.

 

وكان “إيسوفو” من أول الشخصيات التي بادرت بالوساطة بين بازوم وقادة الانقلاب، وهو حليف لبازوم وينتمي لنفس الحزب السياسي.

 

وذكرت وكالة رويترز في مستهل أغسطس الجاري، قالت فيه أن سبب الانقلاب هو خروج بازوم عن نهج سلفه إيسوفو، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع تشياني قائد الانقلاب، حيث استمر الأخير رئيسا للحرس الرئاسي لعقد من الزمان مع الرئيس السابق، وفور بدء الانقلاب انخرط الرئيس النيجري السابق في وساطة بين بازوم وتشياني إلا أن جهوده لم تسفر عن شئ إلى الآن.

 

وإيسوفو هو شخص قريب من الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، وهو من قاد الانقلاب ضد الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو الماضي.

 

انقسام إقليمي

 

الخيار العسكري لإيكواس المدعوم غربيا، لم يحصل على الإجماع الإقليمي وهناك انقسام داخل “الإيكواس” نفسها، حيث بدأت المعارضة من مالي وبوركينا فاسو اللذين أعلنا أن التدخل في النيجر بمثابة إعلان حرب عليهما.

 

وأعلنت الجزائر وتشاد أيضا أن الخيار العسكري بمثابة كارثة ليس على النيجر وحده وإنما على المنطقة كلها، وتهديدا لمصالح لأمنهما القومي.

 

حرب الإرهاب وحرب النيجر

 

ويشير كاميرون هدسون الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في الشؤون الأفريقية إلى أن الخيار العسكري في النيجر سيصرف الاهتمام عن قضية مهمة وهي مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

 

وأضاف “هدسون” في مقاله المنشور اليوم السبت بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن التدخل قد يؤدي لصرف الانتباه وكذلك الموارد الأمنية بعيدا عن القتال المستمر ضد الجهاديين، وقد يتم تركيزهم بدلاً من ذلك، على الدول المجاورة المنخرطة بالفعل في المعركة نفسها ضد التطرف أو تخشى الوقوع فيها، وفي كلتا الحالتين، فإن الجهاديين يستعدون للفوز دون إطلاق رصاصة واحدة.

 

الدعم الشعبي للانقلاب

 

أشار مراقبين إلى أن قادة الانقلاب في النيجر، استفادوا من الإجراءات العقابية التي أعلنتها بعض الدول لاسيما قطع إمدادات الطاقة من دول إيكواس، وهو الأمر الذي تسبب في تأجيج مشاعر الشعب النيجري تجاه المجموعة التي تسعى للتدخل عسكريا في بلادهم، وانصب الغضب على الإيكواس بدلا من سلط الانقلاب.

 

وذكر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت أن تأثير عقوبات إيكواس واضح للغاية، فقد ارتفعت أسعار كل شيء تقريبا، وتفتقر البنوك إلى السيولة، لذا لا يمكن لعملائها سحب النقود، وانخفضت عائدات الدولة بنسبة 75٪ في أسبوع، لكن الكثيرين يقولون إن المعاناة التي تسببها مثل هذه الإجراءات لن تؤدي إلا إلى حشد التأييد لقادة الانقلاب.

 

وأعلن أمس الأول الخميس عن حكومة النيجر، بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب العسكري الذي بدأ في 26 يوليو الماضي بعد احتجاز قائد الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني، للرئيس المنتخب محمد بازوم، في قصره الرئاسي بالعاصمة نيامي، ما دعا عدة دول ومنظمات دولية للتنديد بهذه الإجراءات، وبدأت “إيكواس” في اتخاذ خطوات تصيعيدية ضد سلطات الانقلاب في النيجر.

 

وعقدت قمة “إيكواس” في العاصمة النيجيرية أبوجا، وقررت المجموعة التحضير لنشر قوة احتياطية تابعة للإيكواس يمكنها القيام بغزو مسلح للنيجر من أجل تحرير الرئيس المنتخب محمد بازوم.

 

وأعلن الجيش في النيجر استعداده لصد أي تدخل أجنبي، وأصدر القادة أوامرهم لأفراد جيش النيجر برفع حالة التأهب، وهدد قادة الانقلاب بقتل الرئيس بازوم في حالة التدخل في البلاد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى