يسرى أبوعنيز تكتب : في اليوم العالمي للأب

في اليوم العالمي للأب ،والذي يصادف في الأردن ،والعالم العربي في الحادي والعشرين من شهر حزيران،نقول لجميع الأباء كل عام وأنتم بألف خير ،وأدامكم الله فوق رؤوس الأبناء ،لتكونوا نبراساً يضيء،وينير حياتهم،وعوناً وسنداً لهم في هذه الحياة.

وفي عيد الأب..أتذكر أبي،بل أفتقده،لكونه لم يغب لحظة واحدة عن بالي منذ رحيله قبل عقد من الزمن،وأتذكر تلك اللحظة المريرة التي فارقنا فيها ،وغاب عن هذه الدنيا
وكأنها الآن،عشر سنوات هن الأصعب في حياتي.

وفي عيد الأب ..أشتاق لأبي لكلماته،وجلساته،لأشيائه،وطبيعة حياته التي كانت قائمة على البساطة،وحب الناس ، وإكرامهم عملاً بالمثل الشعبي القائل”إبدي عذرك،ولا تبدي بخلك”كما كان يقول لنا دوماً،رغم أنه من أكرم الرجال، وأروعهم، ومن أصحاب القلوب ،والأيدي البيضاء.

 

كان لي أب،وأحببته كما لم أحب شخصاً من قبل،وأحببت كل شيء فيه،وتعلقت به لدرجة لم أتخيل يوماً أنني سأفقده،كنت أشتاق حتى لعصبيته التي لا تخلو من الحب والحنان،ولضحكته الجميلة،خاصة حينما تُظهر أسنانه البيضاء ،والصغيرة،وكأنها حبات من الهال(الهيل) تشتاق لدلة القهوة.

ولكن أبي غاب ونحن في أمس الحاجة إليه،صغاراً وكباراً،ولم يعد هناك طعم لأي شيء في الحياة،حتى بيت العيلة لم يعد فيه حياة كما كان من قبل،ولم يعد هناك معنى لأي شيء في هذا المكان ولا حتى في قريتي بأكملها في ظل رحيل والدي عن الدنيا.

في عيد الأب ،اتذكر كيف رحل أبي الحبيب،ذلك الرجل الذي لا أمل من جلساته،كما لا يمل كل من يجالسه،وذلك للباقته في الحديث ،ومتابعته المستمرة لكلما يدور حوله من أحداث محلية،وعالمية.

في اليوم العالمي للأب ،أتذكر أبي ،ذلك الرجل الذي علمنا أن الكرامة هي الحياة ،وأن لا حياة من دون الكرامة .
رحل الرجل الذي علمنا أن حُب الوطن ،والإنتماء إليه، ولترابه من أساسيات الحياة،وأولوياتها،وهذان الأمران لا يمكن التخلي عنهما، ولا يُسمح لأحد بالمزاودة على حبه للوطن.

وفي عيد الأب ،أتذكر أبي والذي ربانا على حب الوطن ،والدفاع عن أرضه،وتلبية نداء الواجب،وحب الناس،والتعاطف معهم،ومساعدة المحتاج،وإكرام الضيف،والوقوف إلى جانب المظلوم ،والمحتاج،ومد يد العون لكل من يحتاجنا.

واليوم..والعالم يحتفل بعيد الأب أقول رحم الله أبي،وإن شاء الله عيدك في الجنة أجمل،ورحم الله جميع الآباء ممن غادرونا إلى ديار الحق،وأطال الله في عمر الآباء من الأحياء ،وأمدهم بالصحة،والعافية، وكل عام وانتم بالف خير.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى