م.علي أبوصعيليك يكتب عن منتخبنا الوطني والتقليل من شأنه

غادر المنتخب الأردني منافسات كأس العرب برأس مرفوع وأداء فني مقنع بعد الخسارة أمام المنتخب المصري الشقيق، وإن كان المشجع الأردني لازال ينتظر تطور الطموحات بحيث نبحث عن الألقاب والفوز بالبطولات وليس فقط المشاركات الإيجابية.

 

المباراه فنياً تسيد فيها المنتخب الأردني الشوط الأول وتجرأ على المنتخب المصري الذي وجد نفسه تائهاً أمام ثقة النشامى وقوتهم وحسن إنتشارهم وما منع المنتخب الأردني من حسم الأمور بتسجيل نتيجة تاريخية قياسية في الشوط الأول هو التألق الكبير والحضور الذهني العالي لحارس أفريقيا الأول محمد الشناوي والذي منع دخول هدفين ومن ثم قائم وعارضة مرماه كذلك.

 

تسجيل المنتخب المصري لهدف التعادل في الوقت الإضافي للشوط الأول هو نقطة التحول الرئيسية في اللقاء والتي أعادت المنتخب المصري لاحقاً لأجواء اللقاء بعد سلسلة الصفعات التي تلقاها من النشامى.

 

الشوط الثاني تحسن فيه أداء المنتخب المصري وتمكن من مجاراة نظيرة الأردني واستطاع الخروج بالمباراة إلى بر الأمان بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

 

الأشواط الإضافية شهدت حسم اللقاء من المنتخب المصري نظراً لتفوقه في العامل البدني وكذلك قلة التركيز الذهني لبعض أفراد المنتخب الأردني وجهازه الفني في أوقات حاسمة.

 

بقي أن نشير إلى نقطة مهمة سبقت اللقاء وهي سلسلة الإصابات التي ضربت المنتخب الأردني بحيث لم يتبقى على قائمة الإحتياط إلا أربعة لاعبي جميعهم يلعبون في خط الوسط والهجوم وليس بينهم أي مدافع وكذلك حارسي مرمى إحتياط، وهذا العامل كان له الدور الأبرز في خسارة النشامى لاحقاً.

 

بعيداً عن التحليل الفني ووصف مجريات لقاء الأشقاء فإن أراء نخبة الخبراء والنقاد الكرويين وخصوصاً على قنوات “البين سبورت” وقنوات “الكأس” القطرية قبل اللقاء كانت في مجملها منطقية وصبت في صالح المنتخب المصري ومنهم من إنحرف عندما تخيل قدرة مصر على التفوق بنتيجة تصل لخماسية، ولكن النشامى كانوا على الموعد وتفوقوا على كل إحباطاتهم وظروفهم الصعبة التي سبقت اللقاء وخرج اللقاء بشكل متكافىء جداً فنياً وتعتبر هذه المباريات واحدة من أقوى مباريات البطولة فنياً.

 

وبعد اللقاء عبر الخبراء والنقاد الكرويين عن إحترامهم للمنتخب الأردن وتحدث بعضهم بأن البطولة خسرت المنتخب الأردني بخروجه منها، وعلى النقيض من كل الخبراء، إنحرف “أوناسيس كرة القدم المصرية” فاروق جعفر عن المنطق وتجاهل الجهد الكبير للنشامى خلال اللقاء وتحدث بلغة غير محترمة كروياً Underestimation وذلك على شاشة ONTIME SPORT بعد اللقاء مباشرة ويبدو أن الصفعات التي وجهها المنتخب الأردني جاءت على وجهه وحيداً دون كل أشقائنا المصريين، ولا نحتاج هنا أن نستشهد ببعض كلماته لأننا مقتنعين بأنها من وقع الصدمة التي تلقاها.

 

في الأردن وكذلك في الدول العربية شعوب بسيطة محبة لمنتخباتها القومية ومنحازه لكل ما هو عربي ومنها المنتخب المصري الذي يحبه ويشجعه ويفرح له المشجع الأردني في إنجازاته وكثيراً من الشباب هنا يتابعون بمشاعر الفخر اللاعب العربي المصري الرائع محمد صلاح، ولذلك فإن الإنحراف الإعلامي والذي يقلل من إحترام الأخرين لن يؤثر على هذه الفطرة العربية ولكنه مطالب بإعادة النظر في المحتوى الذي يقدمه للمشاهد خصوصاً عندما يكون التنافس بين أشقاء لتجنب خلق صراعات ليست رياضية.

 

قد يكون من المبرر قبل لقاء الأشقاء أن يتوقع كل من “يفهم كرة القدم” فوز المنتخب المصري وتفوقه على المنتخب الأردني ولكن “صلف” فاروق وفوقيته وهي أحد أسباب أزمة الأشقاء “مصر-الجزائر” سابقاً هو ما يولد الإحتقان بين الجماهير الكروية.

 

مما لاشك فيه أن من أهم عوامل قوة منتخبات بلاد الشام عموماً والمنتخب الأردني خصوصاً هي “الحماس الشديد والقتالية” المرتبطة بحب الوطن ولذلك فإن التقليل من شأن المنتخب الأردني غالباً ما ينقلب إلى طاقة إضافية “يصفع” بها النشمي خصمه كرويا.

 

بقي أن نقول أن لقب “أوناسيس” أطلق على فاروق في سبعينيات القرن الماضي لأنه أشتهر بالبحث عن المال.

 

ولا يفوتنا أن نقول “شكراً قطر” التي كانت على الموعد وجمعت الأشقاء العرب وهم الذي ساعدوها أيضا في هذه البروفه القوية لكأس العالم والتي تستضيفها الشقيقة قطر العام القادم.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى