يسرى أبوعنيز تكتب : شعب واحد لا شعبين

أمر طبيعي أن يهب أبناء الأردن لنصرة إخواننا من الأشقاء في فلسطين،فالدم واحد،والهم واحد ،والقضية واحدة،حيث يميل كل منهم على الآخر في وقت الشدة ،ويؤازر بعضهم بعضاً،عندما تشتد عليهم ظروف الحياة.

ومن الطبيعي أيضاً،وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها الأرض المحتلة، أن يهب ابناء الأردن لنصرة أخوتنا في فلسطين ،ويتوجه الألاف منهم ،وبخاصة الشباب إلى الحدود لمؤازرة أهلنا هناك ،ومناصرتهم ضد العدو الصهيوني الغاشم ،والذي سلب الأرض وما عليها ،وهَجَر الشعب ،وقتله.

نعم فنحن مع الأشقاء في فلسطين الحبيبة ،شعب واحد لا شعبين ،وتربطنا بهم علاقات ،وروابط قوية لا يمكن تجاهلها ،ولا تجاوزها،كروابط الهم الواحد ،والإخوة ،والنسب،
والمصاهرة،فما من عائلة في الأردن تخلو من رابط النسب والمصاهرة بين ابناء الأردن وفلسطين ،وذلك منذ فترة طويلة ،ودليل ذلك أن بعض العائلات موجودة في الدولتين .

كما أن من واجبنا أيضاً،وليس في الأردن فحسب بل في جميع الدول العربية ،والإسلامية الوقوف مع الإخوة في فلسطين ومناصرتهم،ضد العدوان الذي يتعرضون له على أيدي الصهاينة ،المتغطرسين،والذين قتلوا الشيوخ و الأطفال ،ورملوا النساء ،ويتموا أطفال فلسطين ،الذين قاتلوهم بالحجر قبل السلاح حتى نال عدد كبير منهم الشهادة.

ومن واجبنا أيضاً ،كما هو واجب الأخوة في فلسطين ،الدفاع عن القدس ،والمقدسات فيها ،والدفاع عن المسجد الأقصى ،وفلسطين،والوقوف في وجه المحتل الذي يحاول بكل الطرق أن يطمس الهوية العربية ،والإسلامية هناك،غير أن إخوتنا في فلسطين بالمرصاد لهؤلاء المحتلين ،ولقنوهم الدروس الواحد تلو الآخر بعد أن قصفوهم بالصواريخ ،وقاوموهم بالحجارة ،وبثوا في قلوبهم الرعب،حتى وإن سقط منهم الشهداء ،ودمروا المجمعات السكنية.

و فلسطين الحبيبة ،والأخوة هناك يستحقون منا أن ننظم المسيرات ،والمظاهرات،وأن نطرد سفير دولة العدو الصهيوني من عمان،والغاء إتفاقيات السلام معهم،بما فيها إتفاقية وادي عربة،ومناصرة الأشقاء ،بكل الطرق ،وما إرسال المستشفيات الميدانية،والمواد،والمستلزمات الطبية،والتموينية،إلا جزء بسيط من واجبنا تجاه الأهل هناك.

ومن واجبنا أيضاً ،كما هو واجب الأخوة في فلسطين ،الدفاع عن القدس ،والأقصى ،وفلسطين،
و الوقوف في وجه المحتل الذي يحاول بكل الطرق أن يطمس الهوية العربية ،والإسلامية هناك،غير أن إخوتنا في فلسطين بالمرصاد لهؤلاء المحتلين.

وما المسيرات العفوية،والمنظمة التي خرجت من كافة مناطق المملكة يومي الجمعة ،والسبت الماضيين بإتجاه الحدود مع الشقيقة فلسطين ،إلا أقل ما يمكن أن يقدمه الشباب الأردني لمساندة الأشقاء في فلسطين ،والوقوف إلى جانبهم في هذه الظروف التي يمرون بها ،من اجل الدفاع عن ارضهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى