مقابر الجحيم : انتقام إسرائيلي من جثامين الفلسطينيين

                                                                           نشوة زايد – غزة

ظنا أنهم يطمسون هويتنا الفلسطينية ويرعبون امهاتنا وشبابنا , الاحتلال الإسرائيلي مازال يمارس كافة أنواع التعذيب والتنكيل للشعب الفلسطيني حتى أنهم لم يرحموا شهدائنا , فنحن استثناء في كل شيء، وكأننا صنفٌ أقل من البشر، فالأحياء منا الذين يرفضون الاحتلال ويقاومونه يحاصرون، ويؤسرون، ويضطهدون، ويقهرون، وحتى تحت التراب فالحال لا يختلف كثيراً، فالشهيد منا لا حرمة له، ولا يُعترف به، فلا شاهد قبر يحمل اسمه، ولا هويته، ولا تاريخ وفاته…

ولا زالت تنتظر عشرات العائلات الفلسطينية، إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن جثامين أبنائهم الشهداء، والكشف عن مصير آخرين يعتقد أنها محتجزة داخل مقابر للأرقام منذ عام 1967

 

حيث جاء في تقرير سابق  نشرته القناة الإسرائيلية الثانية، أن خبراء الطب الشرعي في معهد “أبو كبير” يستأصلون الجلد، والقرنيات، وصمامات القلب والعظام من جثث تعود لفلسطينيين وعمال أجانب وجنود من جيش الاحتلال، وغالبا ما يتم ذلك من دون إذن أقارب هؤلاء.

 

وفي تقارير صحفية لصحفيين أجانب زاروا  مقابر الأرقام، وصفوها بأنها مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف بفعل العوامل الجوية عدا عن نبش الحيوانات لها، فتتعرى الجثامين، وتصبح وليمة سهلة للحيوانات آكلة اللحوم كالكلاب والنمس والغربان وغيرها لتنهشها كيفما تشاء.

وفي مقابلة مسجلة بثها التلفزيون الإسرائيلي مع بروفيسور عمل سابقاً رئيساً لمعهد التشريح “أبو كبير” قال فيها” إن المقابر السرية تقع جميعها في مناطق عسكرية مغلقة يمنع الاقتراب منها، حيث يتم دفن الشهداء في قبور لا يزيد عمق الواحد منها عن 50 سم، وتكون القبور فيها متلاصقة، وقال أيضاً في مجمل حديثه: انكشفت هذه القبور بفعل العوامل الطبيعية من مياه الأمطار والرياح وانجرافات التربة، ما أدى إلى اختلاط عظام الشهداء بعضها ببعض”.

 

حتى هذه اللحظة تحتجز إسرائيل منذ عام 2015، بعد أن عادت إلى سياسة احتجاز جثامين 42 من  الشهداء ، إلى جانب 253 جثمانا مفقودا، تم نقل بعضها إلى مقبرة في غور الأردن، وتم توثيق ذلك.

وسجل عام 2016، عملية نقل لجثمان الشهيد عبد الحميد سرور في 18-4-2016، برفقة ثلاثة شهداء إلى مقبرة تابعة للجيش في غور الأردن.

وترفض إسرائيل تقديم معلومات عن المفقودين وعن عدد الجثامين المحتجزة، “من بينهم الاعتراف بوجود جثمان الشهيد الأسير أمين دولة الذي استشهد في إضراب الأسرى عام 1980، ولدى عائلته أوراق الزيارات ورسائل من داخل السجن وشهادات لرفقائه بالسجن” .

 

وهنالك جثامين أربعة أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال هم انيس دولة عزيز عويسات، فارس بارود ونصار طقاطقة.

وبذلك قد تكون دولة الاحتلال هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعتقل الموتى وجثامين الأسرى لأكثر من أربعين عاماً متواصلة ، ولازال جثمان الشهيدة الفلسطينية دلال المغربى والعشرات من الشهداء يواريهم الاحتلال بلا ادنى حرمة وفق كرامة انسانية تحفظها كل الشرائع السماوية فيما يسمى بمقابر الأرقام منذ العام 1978  .

عمليات تبادل لجثامين الشهداء
جرت عمليات تبادل لجثامين الشهداء نذكر منها تبادل عام 1996 وحتى عام 2008 أربع صفقات لتبادل الأسرى والجثامين بين الاحتلال وحزب الله اللبناني، وكان من المفترض أن يكون جثمان الشهيدة دلال المغربي من بين الجثامين المطلق سراحها في صفقة عام 2008، إلا أن الاحتجاز قد كان رفيقا للشهيد العاروري, وفي عامي 2013 و2014

جرى تسليم جثامين بعض الشهداء الفلسطينيين قبيل استئناف المفاوضات

ويلجأ الاحتلال إلى تسجيل أرقام الشهداء على الأكياس البلاستيكية التي توضع فيها الجثامين بواسطة قلم “فلوماستر”، الذي سرعان ما يمحى حبره بفعل العوامل البيئية في التربة التي تحمل رقم الشهيد والموضوعة على قبره غير مثبتة بما فيه الكفاية، ويمكن أن تتحرك من مكانها بفعل العوامل الجويّة.

 

ومقابر الأرقام التي هي إهانة لإنسانية الإنسان، في حياته وبعد موته، تستصرخ الموقف الوطني للمطالبة باستعادة جثامين هؤلاء الشهداء ولتمكين ذويهم من إعادة دفنهم بما يليق بكرامة الإنسان، ونستصرخ كل المدافعين عن حقوق الإنسان للضغط على حكومة إسرائيل بالإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين فمن العار أن يصمت العالم على عقاب الإنسان حتى بعد موته

يذكر ان دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي تنتهج هذا السلوك المشين كسياسة ثابتة في تعاملها مع الفلسطينيين والعرب، وكذلك هي الوحيدة التي تُعاقب الشهداء بعد موتهم وتمنع عائلاتهم من دفنهم في مدافن خاصة بهم ووفقا لشرائعهم وتقاليدهم الدينية.

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى