سامية مراشدة تكتب: لا تحزني يا عمّان

هذه عمّان التي تبوح لنا ما يدور في عصارة دمعها حينما أدارت وجهها نحو الشمس لتقابل الإشراقة بتلك الإشراقة والإبتسامه بالإبتسامه ،و تسمع كلام أحباء وطنها حينما يكثر الكلام عنها وهي دائما معتادة على من يتغزل بها ، عمّان تشعر بنا جيداً تنزعج من أزمة السير و تقلق من اي فيضان وبركة ماء تحدث في الشتاء ، عمّان للعلم لا يعجبها المطبات وضيق الطرق ، ولا يعجبها القرار الخاطىء من قبل امانة عمان، عمّان تحب من ابنائها عامل الوطن الذي يحرص على نظافتها والمهندس الذي يشرف على طرقها ويعلي بنيانها، عمّان دقّ قلبها حينما سمعت نبرات الأشواق من ذلك المغترب حينما كان يتحدث لأصدقائه عنها و الذي يتمنى أن تهبط طائرته في ذلك الصباح في المطار ، لتستقبله عمّان أولاً ومن ثم أباه و أمه الحنونه ، ويتخيل بأنه بين أهله ويسير بقدميه الى وسط البلد ليتناول فطوره من مطعم هاشم ومن ثم يذهب ليتناول الكنافة من حبيبة ومن ثم يذهب الى مسجد الحسيني الكبير ليصلي المغرب والعشاء .

هذه عمّان التي غدوت في هيامها الشعراء والكتاب ،دار المضياف التي ترحب بالضيوف وتهلي بهم ، والتي يكثر عنها المتسائلون ،عن أجوائها وعن أسواقها وعن طرقها ومداخلها …الخ ، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية التي جمعت سكانها من مختلف مناطق الأردن ، فيها من اربد والزرقاء الطفيلة والعقبة والمفرق ،وبكل اسف اليوم حزينة عمّان وكأنها الفتاة النشمية التي يحاول البعض بأن يجبرها على إرتداء ثوب غير ثوبها الذي لا يليق بعاصمة الحب والإنتماء والآمان ولهجة غريبة بليست كلهجتها المعروفة ، وتحاول أن تشرح بأن أصابها بعض الأسى وبالرغم أنها كانت وما زالت سيدة المدن المدللة المحافظ عليها التي لم يصبها خدش الحروب والحمدلله ، بل انها تصغي الى تمتمات بعض المارة وترى بعينها حجم الخجل الذي أصابها وكأنها تدافع عن نفسها بأنها ليست كذلك حتى لو حاول العابثون من العبث بسمعتها ، فهي اكبر من ملاهي ونوادي الليلية التي كثر فيها الفسق والفساد ، عمان هي أكبر من كل شيء وتدافع عن بناتها حينما يقال ان في مخابئها ما يكنّن بنات الليل الغريبات من اجناس واطياف ، وعلى سريرة عمّان لا ينام عليها إلا الهادئون الذين يدركون ان ما يحصل الان هو عبارة عن فوضى أتت لمقاصد دنيئة ، فشارع الذي يكثر فيه النوادي الليل ما يسمى الجاردنز والصويفية متبرأة منه كما يتبرأ الأب من أبنه العاصي ، بالرغم أن معظم قانطيه ليس لهم اي علاقة بما يجرى في ذلك الشارع .

عمان تحتاج الى من يدافع عنها أمام الغرباء لأجلنا ولأجل من ينظر اليها بكل احترام ، حتى عندما يقصدها يقصد روعتها الحقيقية ، عمّان مقصد للخير والفرح وللطمأنينة وليس كما يشاع عنها من خارج وداخل الوطن انها اصبحت ملهى ليلي فقط ومرتع للفاسدين ، عمّان كبيرة وقلبها اكبر وثوبها انظف وسيبقى نظيف بتعاون الجميع التي تهم المصلحة الوطنية .

سامية المراشدة

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى