مصر تحتفل بأقدم الأعياد في العالم بتناول الفسيخ والرنجة.. وخبراء يحذرون

يحتفل المصريون، الاثنين، بعيد الربيع أو عيد شم النسيم، وهو أقدم الأعياد المصرية والذي يعود لعصر الفراعنة، وخلال الاحتفال به يتم تناول كميات ضخمة من البيض والأسماك المملحة.

يأتي هذا رغم تحذيرات أستاذة التغذية من تناول الأسماك المملحة لخطورتها الصحية خاصة على مرضى الضغط والكلى، بسبب طريقة تحضيرها واحتوائها على كميات ضخمة من الملح الذي قد يتسبب في احتباس السوائل الجسم، والشعور بالانتفاخ والصداع.

ووفق بوابة أسعار مجلس الوزراء، ارتفعت أسعار كرتونة البيض البلدي إلى 168.33 جنيه (3.51 دولار) بزيادة طفيفة بلغت 9.76 جنيه (0.2 دولار) للكرتونة، فيما تراوحت أسعار كيلو الفسيخ من 300-500 جنيه (6.26- 10.44 دولار)، والرنجة من 120-230 جنيها (2.51-4.8 دولار)، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال عالم الآثار ووزير الدولة لشئون الآثار الأسبق، زاهي حواس، إن الاحتفال بعيد شم النسيم يرجع لعصر قدماء المصريين، الذين كانوا يحتفلون به كل عام خلال فصل الربيع، وكانوا يتناولون السمك المملح “الفسيخ” والبيض.

ودلل حواس، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إلى اكتشاف مخبز يعود للأسرة الرابعة أي منذ أكثر 4600 عام، واكتشف ضمن محتوياته سمك مملح بجانب أدلة أخرى تثبت أن الفسيخ أكلة فرعونية قديمة.

وقال أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، الدكتور حسن حسونة، إن تناول كميات ضخمة من الأسماك المملحة قد يؤدي لاحتباس السوائل في الجسم، واضطرابات في الجهاز الهضمي والشعور بالانتفاخ والصداع، وقد يؤدي لارتفاع ضغط الدم؛ لاحتوائها على الصوديوم، ولذا يمثل تناولها خطورة على مرضى القلب والكلى والأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم.

ونصح حسونة، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، الراغبين في تناول الأسماك المملحة مثل الفسيخ بشرب العديد من أكواب المياه على فترات متقاربة، وتناول الخضروات والفاكهة التي تحتوي على المياه مثل الخيار والخس والبطيخ والكانتلوب، وكذلك تناول الفواكه التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم منها الموز، والذي يحتوي على 300 ميليغرام من البوتاسيوم، والبرتقال ويحتوي على 180 ميليغرام من نفس العنصر الغذائي، بهدف معادلة الصوديوم الموجود في الأسماك المملحة، وخفض ضغط الدم وانتظام حركة السوائل في الجسم، وتوازن نسبة الأملاح في خلايا الجسم.

وحدد حسونة، الكمية المناسب تناولها من السمك المملح وهي 150 غرام للفرد، لتقليل الضرر على الراغبين في تناول الأسماك المملحة، مضيفًا أن الرنجة أقل ضررًا على الفرد من الفسيخ؛ لأنها من أنواع أسماك مختلفة، ولا يتم تصنيعها بالملح ولكن بالتدخين، كما تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة “أوميغا 3″، تفوق الكميات الموجودة في السلمون والتونة.

كما تحدث حسونة، عن جودة مواصفات الأسماك المملحة بأن تكون متماسكة القوام، وغير منتفخة، وأن يكون لون السمك طبيعيا وليس غامقا، وخالية من تهتك الجلد والأغشية الخارجية.

من جانبها، حذرت أستاذة التغذية، الدكتورة منال رمضان، من تناول الأسماك المملحة كالفسيخ، بسبب طريقة إعدادها وتحضيرها من خلال الاعتماد على كائنات حية دقيقة لتحليل الأسماك، وهي طريقة غير آمنة صحيًا، كما يهدد استخدام كميات ملح مفرطة في إعداد الفسيخ بأضرار صحية خطيرة لمرضى الضغط والكلى.

وأضافت منال رمضان، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن تناول الرنجة أكثر أمانًا على الصحة من الفسيخ، بسبب فوائدها الصحية لتشبعها بمضادات الأكسدة، ونصحت الراغبين في تناولها بـ”شوي” الرنجة قبل تحضيرها للأكل؛ لقتل أي كائنات دقيقة غير صحية قبل تناولها، مع وضع الليمون على الرنجة للتأكد من قتل الميكروبات، كما أنه مفيد للصحة العامة.

ونصحت منال رمضان، مرضى الأمراض المزمنة بالابتعاد عن تناول الفسيخ، وحددت تناول التونة بدلًا منها للراغبين في الاحتفال بأعياد الربيع، أما بالنسبة للأصحاء نصحت بتناول كمية قليلة جدًا من الفسيخ بمشاركة فردين في تناول سمكة واحدة فقط من الفسيخ لتجنب أضراره، وتعويض ذلك بتناول أنواع أخرى من الأسماك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى