تحذيرات من وصول المتحور “كراكن” للمنطقة .. فكيف ستتعامل معه “الصحة”؟

تحذيرات من وصول المتحور “كراكن” للمنطقة .. فكيف ستتعامل معه “الصحة”؟

رغم محاولات وزارة الصحة تبديد مخاوف المواطنين من متحور أوميكرون الجديد XBB1.5 (كراكن) الذي ضرب 28 دولة في العالم حتى الآن، بوصفه سريع الانتشار، حذر خبراء من قرب وصول هذا المتحور إلى المنطقة بما فيها الأردن خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وفي سياق تطمينات وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة بأن نسبة الحالات الإيجابية المصابة بكورونا بلغت 1.85 % من إجمالي الفحوصات التي أجريت الاسبوع الماضي، وأن الأردن يشهد انخفاضا كبيرا بمعدل الإصابات منذ 4 أشهر الذي يصل إلى 100 إصابة أسبوعيا، إلا أن المخاوف ازدادت بعد ظهور متحور كراكن سريع الانتشار، الذي يصيب الجهاز التنفسي العلوي.

وكان أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور رائد الشبول أكد أن نسبة الحالات الإيجابية بكورونا بلغت 1.85 % من إجمالي الفحوصات التي أجريت الأسبوع الماضي الماضي، والتي بلغت 9306 فحوص (بي سي آر) وشملت كافة محافظات المملكة ومن مختلف الفئات العمرية.

وبين الشبول حينها أن هذه النتائج توضح أن الحالة الوبائية في الأردن “مريحة”، وأن “انتشار الفيروس منخفض إذ بلغ عدد الحالات الإيجابية 154 حالة فقط”.

بدورها قالت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة الدكتورة رائدة قطب، في تصريح صحفي إن الأردن “يشهد انخفاضا كبيرا بمعدل الإصابات منذ 4 أشهر، حيث يسجل 100 إصابة أسبوعيا، فيما بينت أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بالفيروس في الأسابيع الأخيرة.

وكانت وزارة الصحة زادت أعداد فحوصات البي سي ار عبر المعابر الحدودية والمطارات، وإجراءات رصد العدوى فيما يتعلق بالفيروسات التنفسية.

وفي السياق، أكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، الدكتور محمد حسن الطراونة، ان متحور كراكن سريع الانتشار ويصيب الجهاز التنفسي العلوي، لافتا إلى أنه في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من المتحورات الفيروسية الجديدة، ما سبب حالة من القلق، خوفا من تحولها إلى وباء عالمي على غرار ما حدث أثناء انتشار فيروس كورونا.

وأوضح الطراونة أن المتحور الجديد الذي ظهر مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية سمي بالمتحور الأميركي، وهو متحور فرعي من متحور أوميكرون XBB1.5، وأطلق عليه العالم الكندي كراكن اسمه، وهذا المتحور سريع العدوى وهو الأسرع انتشاراً من المتحور الفرعي أوميكرون، وحتى اللحظة هو موجود في 28 دولة حول العالم، من بينها أميركا وكندا وأستراليا؛ وتم تشخيصه في الكويت.

ونوه بأن هذا المتحور زاد من سرعة انتشار المتحور الأصلي أوميكرون ورفع نسبة الإصابة حتى 30 % في الولايات المتحدة الأميركية في آخر أسبوعين من العام الماضي، ويشكل الآن نحو 40 بالمائة من نسب الإصابة فيها.

وأكد أن المركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة والسيطرة عليها، يشير إلى أن هذا المتحور سريع الانتشار وأكثر عدوى لكن لا توجد حتى الآن معلومات أو أدلة كافية عن شدة الحالة المرضية التي يحدثها؛ ومعظم حالاته تصيب المجاري التنفسية العليا، وقد يؤدي إلى زكام وسعال وألم في الحلق، لذلك فالمعلومات ما زالت غير كافية خاصة عن مدة فعالية اللقاح.

وأشار إلى أنه ما تزال للقاحات فعالية قوية تجاه ما يحدثه فيروس كورونا، إذ تحمي من التطورات الخطيرة للمتحورات الرئيسية والفرعية.

ولفت إلى أن الصين، ووفقا للمعلومات الواردة، بينت أن متحور BS7 (يوم القيامة) هو المسؤول عن ارتفاع أعداد الادخالات في المستشفيات وتفشي الحالة الوبائية، لكن لا توجد معلومات كافية عن التسلسل الجيني لهذا المتحور حيث هناك تعتيم إعلامي.

وأوضح أن مراكز الأبحاث حول العالم تتابع تطورات المتحورين (كراكن) و(BS7)، لمعرفة ما إذا كانا سيؤديان إلى حدوث وباء عالمي أم أنهما محدودا الانتشار في أماكن معينة ومن ثم ستتراجع الإصابات فيما بعد مثلما حدث في متحورات سابقة.

وحذر الطراونة من قرب وصول متحور (كراكن) إلى الأردن ودول الجوار خلال أسبوعين الى ثلاثة اسابيع، مشيرا الى انه “طالما هناك انتقال وسفر وفتح لخطوط الطيران والمعابر فإن من السهل وصوله إلى أي بقعة في العالم”.

ودعا وزارة الصحة إلى زيادة عدد الفحوصات ومتابعة ما يحدث في العالم حول انتشار المتحور، من خلال إجراء العديد من الفحوصات من أجل التشخيص المبكر والعلاج المبكر أيضا.

وشدد على ضرورة وضع بروتوكول واضح لمرضى الربو والأعراض المشابهة له بأقسام الطوارئ والمراكز الصحية، لافتا إلى أن مرض الربو يعتبر مشكلة عالمية، خاصة في ظل انتشار الفيروسات التنفسية في الفترة الأخيرة.

وفي ظل انتشار الفيروسات التنفسية، أكد الطراونة ضرورة الاهتمام بالصحة المدرسية، وتثقيف الأطفال والكوادر عند حدوث أعراض تنفسية معهم، بالإبلاغ عنها، وعرضها على الطبيب، واتخاذ الإجراءات الطبية مبكرا، بالإضافة إلى تثقيف الكوادر مزودي الرعاية الصحية.

بدوره، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إنه يسود في الوقت الحالي المتحور(5 XBB)، وهو نوع من أنواع المتحورات سريعة الانتشار لكن أعراضة قد تكون أخف على من تلقى المطاعيم كاملة.

وأشار المعاني إلى أن طبيعة هذا الفيروس بشكل عام أنها تتحول إلى متحورات من فترة لأخرى بغية الانتشار والاستمرارية في الحياة، لكن المناعة تصدها، وأهمها اللقاحات.

وتابع: “هذا الوقت مناسب للفيروسات، سواء أكان فيروس كورونا أم الإنفلونزا أو المخلوي التنفسي، والتي تنشتر بشدة”، مشيرا إلى أنه “من الملاحظ أن أعراض الإصابة تكون أشد وأقوى، لذلك من الضروري أخذ المطاعيم مع وضع الكمامة والابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة، وعلى المريض الذي يشكوا أعراضا البقاء في المنزل”.

وبين أن الفيروس المتحور XBB.1.5 انتشر اولا وبشكل كبير جدا في الصين، حيث وصلت الأعداد إلى 900 مليون إصابة، أي بنسبة 64 % من عدد سكان الصين؛ وبعد ذلك انتشر في نحو 30 دولة في العالم.

ولفت إلى أن الفيروس انتشر في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا، وآخر دولة انتشر كانت الكويت، ومن المتوقع أن ينتشر في دول أخرى.

وقال إن من المعلوم أن نسبة انتشار هذا الفيروس في الولايات المتحدة الأميركية لغاية اللحظة بلغت 28 % من أعداد الفيروسات المنتشرة فيها حاليا.

وتابع: “اتخذت دول عديدة إجراءات وقائية متفاوتة للمواطنين القادمين من الصين من حيث إجراء فحص PCR والالتزام بوضع الكمامة خلال الرحلات الطويلة، خصوصا للرحلات القادمة من مناطق موبوءة، وفحص مياه الصرف الصحي بالإضافة إلى عمل استقصاء وبائي محلي يشمل جميع المناطق والفئات العمرية المختلفة”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى