أكاذيب صهيونية 4

– الحلقة الرابعة
عبدالحميد الهمشري –  تناولنا في الحلقات الثلاث الماضية كذبتين صهيونيتين ، أولاهما يتعلق بحائط البراق الذي تحول مع المدى لحائط مبكى والثانية شعار ” فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ” وهما كذبتان تماهت فيهما مع اليهود السلطات الغربية وفي الأولى السلطات العثمانية ومصر محمد علي باشا.
أما الكذبة الثالثة فكانت أم النكبات الفلسطينية كونها كانت المؤسس الفعلي للدولة العبرية في العام 1948 م في روح فلسطين ، بموجب قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1947م ، أدت لاحتلالها كاملة في حزيران 1967 م ، وهي تتعلق بقيام الدولة العبرية دون قيام الدولة الفلسطينية كما جاء في قرار التقسيم ، بحجة الرفض الفلسطيني والعرب للقرار ، وتركهم أي الفلسطينيين لديارهم بمحض اختيارهم طائعين وفق ادعاءات زعماء الكيان العبري ، الأداة التنفيذية لتطلعات الحركة الصهيونية .. في سبيل إقناع العالم بكذبتهم : أن الفلسطينيين لو كانوا أصحاب الأرض لما تركوها بمحض إرادتهم.
صحيح أن الفلسطينيين رفضوا قرار التقسيم كونه اتخذ وفق رغبة أنجلو أمريكية تنفيذاً لما ورد في وعد بلفور المشؤوم دون استشارة الفلسطينيين أو الإصغاء لتطلعاتهم بإقامة دولة فلسطينية تجمع الجميع أسوة بكل شعوب الأرض ، متناسين أن طبيعة الحركة الصهيونية عدوانية تعتمد الاحتلال والإحلال بالاستيطان لنهب الأرض الفلسطينية .
الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قال أمام وفود الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 / 11/ 1974 ، مناشداً المجتمع الدولي لرفع الظلم الذي لحق بالفلسطينيين جراء قرار التقسيم والممارسات الصهيونية المدعومة من العالم الغربي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بقوله : لقد جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، لكن العدو الصهيوني وداعميه تنكروا وما زالوا للحق الفلسطيني.
موضحاً أن الرفض الفلسطيني نابع من كون الفلسطينيين أصحاب الأرض والتاريخ ، ورفضهم كان كرفض الأم التي رفضت تقسيم ابنها لشطرين حتى تمنحه الحياة ، بعكس الأم المدعية التي وافقت على ما جاء في الحكم الصادر بشأن الطفل لأن حياته لا تعنيها .
فمعروف عن العقلية الصهيونية الغربية أنها مماحكة تعتمد المماطلة والتسويف ، وتحكمها الأهواء وحب السيطرة وتعتمد الاحتلال والإحلال وفرض الإرادة بالقوة التي وحدها يمكن من خلالها الحصول على الحد الأدنى من الحقوق ، فالصهينية والغرب لكل أجندته تلتقي بمصالح تفرضها على المجتمع الدولي وفق مقتضى الحال الذي يعتمد القوة في فرض الإرادة.
أما بالنسبة لهجرة الفلسطينيين من ديارهم طواعية أو نتيجة لدعوة وجّهها زعماؤهم وزعماء الدول العربية المجاورة لهم في سبيل إفساح المجال للجيوش العربية لمنع التقسيم ، فهذا محض افتراء ومنافٍ للعقل والمنطق .. فمجريات الأحداث تثبت أن الصهاينة كانوا يمتلكون جيشاً منظماً وعصابات رديفة دعمتها بريطانيا المجرمة وسلحتها دول المعسكرين الشرقي والغربي بعكس الفلسطينيين الذين لم يكن مسموح لهم تكوين قوة عسكرية أو السلاح حيث قمعت مع عصابات الصهاينة كل الثورات التي انطلقت رفضاً للاستيطان اليهودي فاستغل الصهاينة هذا الوضع لارتكاب مجازر لا تحصى في الكثير من الديار الفلسطينية كدير ياسين وسلمة والولوجة والدوايمة وغيرها الكثير التي تحتاج لمجلدات للحديث عنها قبل بدء حرب 15/ أيار/ 1948 ذكرى النكبة الفلسطينية وقيام الدولة العبرية .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى