ابن معمر يطلق المرحلة التأسيسية لمنتدى الشباب للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المنطقة العربية

انتصار الرجوب

أطلق معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر المرحلة التأسيسية لمنتدى الشباب للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المنطقة العربية ، الذي أقامه المركز تحت مظلة منصّة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، بالتعاون مع مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني في العاصمة الأردنية عمّان.

جاء ذلك بعد اختتام ورش عمل المرحلة التأسيسية لمنتدى الشباب وصياغة الوثيقة التأسيسية للمنتدى الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمان على مدى يومين ، بمشاركة 90 شابًا وفتاة من 15 دولة عربية مختلفة.

وقال معالي الأمين العام للمركز خلال حفل الاختتام : إنّ شبابنا العربي – الذي يشكّل نصف الحاضر، وكل المستقبل، ويمتلك قوةً وطاقاتٍ هائلةً ومتجددةً – يواجه اليوم تحديات كثيرة لتحديد إيجابيات تاريخنا وحضارتنا وأدياننا المتنوعة، مضيفاً أنه أصبح يستوجب علينا استنفار كل الوسائل والأدوات التقليدية والحديثة لتعزيز قيم احترام التنوع وقبول التعددية وترسيخ العيش والمواطنة المشتركة ومكافحة الكراهية والحفاظ على أمن الجميع وبناء السلام.

وأوضح معاليه أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية بذل مركز الحوار العالمي جهودًا متعددة لبناء منصّات في خمس مناطق عالمية ومنها منصّة الحوار والتعاون في العالم العربي التي أشرفت بدورها على مبادرات متعددة ومنها هذه المبادرة الشبابية التي تهدف إلى تفعيل دور الشباب والفتيات في عالمنا العربي لتعزيز احترام التنوع وقبول التعددية وترسيخ العيش والمواطنة المشتركة بما يرونه مناسبًا من أدوات ووسائل عصرية، وأن يتم بناء جسور من التواصل مع الجهود السابقة والحالية التي يقوم عليها قيادات دينية متنوّعة من أعضاء المنصّة ومن أعضاء المركز ومن خلال توجُّهات المركز في هذا المجال.

وأكّد معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار أن المنتدى سيعمل على تطوير قدرات الشباب وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة للحوار وترسيخ القيم المشتركة وتكريس العيش المشترك واحترام التنوُّع وقبول التعددية تحت مظلّة المواطنة المشتركة ومناهضة خطاب الكراهية باستخدام مسارات وأساليب متنوعة وتمكينهم ضمن خطة عمل منصّة الحوار بين أتباع الأديان في المنطقة العربية، وفقًا لرؤية واضحة المعالم، تستند إلى استنفار طاقاتهم وتمكينهم في ترسيخ المواطنة والمشاركة المجتمعية في مختلف جوانب التنمية المستدامة ، واستثمار جهودهم، وتوجيهها لخدمة مجتمعاتهم وتلبية احتياجاتها كأولوية حاسمة ومُلِحَّة في حدّ ذاتها وشرط أساسي لتحقيق تقدُّم ملموس ومستدام في التنمية والاستقرار .

ويأتي إطلاق المنتدى ضمن إطار مواءمة عمله مع الإستراتيجية الإقليمية لمركز الحوار العالمي (2019 – 2021 م)، إضافة إلى تحقيق الاتّساق مع أهداف التنمية المستدامة، وخاصةً الأهداف الأكثر صلة بأولويات المركز الإستراتيجية، مثل الهدفين الرابع والخامس اللذين يركّزان على ثقافة السلام واللاعنف، والمساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان، والهدف السادس عشر الخاص بالسلام والعدل والمؤسسات القوية.

وأكد أن الحوار يحتاج إلى تعريف من مجتمعنا وثقافتنا لتحديد سبل آفاق التعاون بين المنظمات المحلية والدولية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية للوصول إلى صيغ توافقية تسهم في بناء المجتمعات المتماسكة.

وأفاد الوزير الأردني أن تأطير العمل الشبابي يحتاج إلى جهود نوعية وحقيقية وإيمان بالعمل، حيث سينعكس ذلك على المخرجات المتوقّعة وقصص النجاح المتوقّع تحقيقها، مؤكداً مباركته لمنتدى الشباب في المنطقة العربية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، لتكون نافذةً شبابيةً تُعزّز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فاعلة ومؤثرة وقادرة على مواجهة خطاب الكراهية وخلق مجتمعات شبابية قوية تُرسّخ قيم المواطنة والعيش المشترك.

من جهته أبان مدير مركز الحياة الدكتور عامر بني عامر أن التشبيك ما بين المؤسسات المحلية والدولية يؤسس لعمل نوعي يسهم في تعزيز ثقافة الحوار ومواجهة خطاب الكراهية، مضيفاً أن مركز الحياة يعمل على تعزيز التماسك المجتمعي من خلال بناء الشراكات وتطوير القدرات وتعزيز إدماج الشباب وتوفير الأدوات اللازمة لتعزيز ثقافة الحوار.

وأكد بني عامر ضرورة تعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في مجال مواجهة خطاب الكراهية.
وشارك في إطلاق المنتدى الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية أحمد الهنداوي ، حيث أشاد بالدور الشبابي في المنطقة العربية وشدّد على ضرورة تفعيل قنوات التواصل بين الشباب وصُنّاع السياسات، لا سيما وأن الشباب في المنطقة العربية يمتلكون خبرات ومؤهلات وقدرات من شأنها أن تُطوِّر المنطقة وتجعلها بالمصاف المتقدّمة، كما قال الهنداوي: إن إطلاق هذا المنتدى الشبابي سيكون له أثرٌ إيجابيٌّ ملموسٌ على المستوى القريب إذا ما تم التغلب على جميع الصّعاب والتحديات المتوقّع مواجهتها.

يذكر أن مركز الحوار العالمي سيطلق – بالتعاون مع مركز الحياة والقيادات الدينية والمؤسسات الدينية المتنوعة في المنطقة العربية تحت مظلة منصة الحوار – حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة خطاب الكراهية بمشاركة منتدى الشباب في المنطقة العربية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وستمتد الحملة لمدة 6 أشهر من بداية العام 2020, كما تستهدف الفئات الاجتماعية المختلفة في البلدان العربية لزيادة الوعي بمبادئ العيش المشترك والتماسك المجتمعي وثقافة الحوار والتعاون المشترك مع صناع السياسات والمؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية.

وستتضمن الحملة إنتاج 20 شريطاً مصوراً تفاعلياً تهدف لتعزيز ثقافة الحوار ومواجهة خطاب الكراهية، وسيتم نشرها على مدار مدة الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالحملة كما سيتم إعادة نشرها من خلال مختلف المنصات الخاصة بالشركاء بحيث تستهدف جميع البلدان العربية.

وستعمل الحملة على تصميم فيديوهات ورسائل تشكل حالة تفاعلية نقاشية تسهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للحوار، كما سيتم العمل على تصميم بوسترات تعبّر عن رسائل المشاركين في الحملة من خلال محتوى فاعل يعمل على مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة الحوار.

كما ستتضمن الحملة أنشطة توعوية توجيهية يتم تنفيذها في دول عربية مختلفة بشكل متوازٍ مع الحملة الفاعلة على وسائل التواصل الاجتماعي, فيما تنطلق فكرة الحملة من أهمية دور الشباب في بناء مجتمعات متماسكة تحترم الآخر وتتقبل الرأي والثقافات المتنوعة وتسهم في مواجهة خطاب الكراهية، وتركز على وسائل التواصل الاجتماعي نظراً لأهميتها في توظيف الحوارات الفعالة والإيجابية للوصول إلى مجتمعات أكثر تماسكاً في المنطقة العربية.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى