صباح الوطن الجميل

يسرا ابوعنيز – صباح الوطن الجميل، الذي عشقناه ونعشقه حد الموت، صباح الخير لكل ابناء الوطن بهذا اليوم بالذات، الأحد السادس من تشرين الأول من هذا العام، صباح الخير، وصباح اردن الصمود بعد أن زالت الغمة، وانتهى الأمر بالانتصار لهذا الوطن وابناء الاردن الشرفاء.

هو صباح تشريني لا يشبهه اي صباح، وهي فرحة لا توازيها اية فرحة لدى مختلف اطياف المجتمع الأردني، بانتهاء اطول اضراب في تاريخ المملكة مساء أمس السبت، وعودة الحياة لطبيعتها في مدارسنا.

طلابنا علت الفرحة على محياهم، ورسم الإبتسامة على شفاههم وهم يتوجهون لمدارسهم، يتلقون تعليمهم على ايدي معلميهم، بعد أن جروا اذيال الخيبة لأكثر من شهر مضى، وذلك بسبب ذلك الإضراب اللعين، الذي فعل ما فعل بالمجتمع الأردني، وهدر الكثير من وقته لفترة استمرت اكتر من شهر.

صباح الاردن الجميل، يقولها شيبا، وشبابا،بعد أن عادت الأمور الى نصابها، وانتصر جميع ابناء الاردن ، الذين يجتمعون على حبه، والإصرار على بناء مؤسساته، وبناء القدرات لدى شبابه، وأطفاله لكونهم راسماله الحقيقي، والثابت.

صباح الوطن الجميل، للمعلم في مدرسته،والذي غاب عنها، حتى وإن كان حاضرا لفترة من الوقت، والطالب الذي حرمه الإضراب من حقه الطبيعي في التعليم، وها هو اليوم في غرفته الصفية، ينهل من نعيم العلم، يدا بيد مع معلمه الذي غاب عنه، او غيبته ظروفه المعيشية.

صباح الوطن الجميل، نقولها عاليا -كلما حاولت أن تعصف بنا الرياح، محاولة كسرنا لنعود بعدها اقوى من قبل، متمسكين ببعضنا البعض، ومنتمين اكثر لهذا الوطن الذي عشقناه منذ نعومة اظفارنا، واصبح حبه يسري في عروقنا.

صباح الوطن الجميل، لكل الشرفاء الذين لا يهمهم سوى مصلحة الوطن، ويكبرون بمواقفعم العظيمة،والواضحة، والمميزة، ولا يعشقون سوى ثرى الاردن، يدافعون عنه، وكلماتهم كالسيف، في المواقف الصعبة، مسطرين بذلك مواقف لا يمكن أن ننساها.

هنيئا للوطن هذا الانتصار العظيم، والخروج من هذه الأزمة دون خسائر، بل بالتماسك، والاجتماع على حبه، والعمل من اجل جميع ابنائه، وهنيئا لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز،وفريقه الوزاري هذه المواقف، وللمعلمين ونقابتهم هذه الإمتيازات، وللطلبة ولذوي امورهم العودة إلى المدارس، قبل أن يضيع عليهم هذا الفصل الدراسي، وهنيئا للوطن انتظام طلبته في مدارسهم بعد طول غياب.

وهنيئا للوطن كل مواطن، ومسؤول،غيور وهنيئا له لكل مواطن من الشخصيات العامة، وأساتذة جامعات، ونواب ممن يغارون على مصلحته، ومصلحة ابنائه من طلبه ومعلمين، الذين واصلوا ليلهم بنهارهم للخروج من هذه الأزمة بدون خسائر، ونقول لهم، ولنا، وللوطن، صباح الوطن الجميل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى