أكاذيب صهيونية ح 8 * سرقة الأرض الفلسطينية والإيهام بأن اليهود أصحابها الشرعيين وبشهادة زور بريطانية أمريكية

الحلقة الثامنة
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
اليهود سرقوا الأرض الفلسطينية ، بسند وتسهيلات بريطانية أمريكية ، فما يملكونه منها بقضل ولاة الدولة العثمانية في المائة عام الأخيرة من حكمها ، وبفضل بريطانيا التي سعت لفرض انتدابها بصك من عصبة الأمم عليها ، في سبيل تنفيذ وعدها الذي قطعته على نفسها بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين رغم عددهم القليل فيها ، ففتحت لهم باب الهجرة على مصراعيه إليها وملكتهم من الأراضي المشاع وتلك التي استولوا عليها من غير المقتدرين لدفع الضرائب الباهظة على أرضهم ومحاصيلهم المفروضة عليهم من قبلها ، لتوهم العالم أنهم كانوا موجودين فيها قبل انتدابها عليها، ورغم ذلك فإنها حين طرحت مشروعها لتقسيم فلسطين لم يكن هؤلاء يملكون أكثر من 6% من الأرض الفلسطينية ، فملكتهم بموجب قرار التقسيم 55% منها وتملكوا نتيجة توسعهم في حرب 1948 ما نسبته 78% منها ، وبعد احتلال الضفة الغربية في عام 1967 وبفعل الاستيطان تملكت ما نسبته 85% من مساحتها الكلية بموجب قوانين جائرة تشرعنها عبر كنيستها ومحكمتها التي قضاتها يقرون هذه البلطجة التي تقدم عليها سلطات الاحتلال من سياسيين وعسكريين برعاية واشنطن ولندن وباريس ، فكل منها أسهمت ببناء قدرات هذه العصابات التي تحولت إلى دولة ، فلندن سهلت الهجرة والاستيطان وباريس مكنتها من صنع وامتلاك السلاح النووي ببنائها فيها مفاعلين نوويين أشهرهما مفاعل ديمونة ، والولايات المتحدة بنت وأنمت قدراتها العسكرية لتكون لها اليد الطولى في المنطقة حيث مكنتها من امتلاك كامل الأرض الفلسطينية في صفقة ترامب الصفعة لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم ..
فما سرقته الدولة العبرية من الأراضي الفلسطينية يعادل ما سرقته القوى الاستعمارية من الشعوب الأصلية في الأمريكيتين وأفريقيا. وما يميزها ديمومتها وتركزّها في فلسطين ، وقد تمثلت سرقاتها
في الاستيلاء على النقب بعد إقصاء 90% من سكانه من الفلسطينيين القاطنين فيه وتحويلهم إلى لاجئين ، والاستيلاء على متنفس التجمعات الفلسطينية من الأراضي الواقعة حول تجمعاتهم السكانية وكذا الحال بالنسبة للمثلث واللد والرملة والقدس والمستوطنات في الضفة الغربية بهندسة ثقافية تعتمد مصطلح الإبادة الجماعية ، حيث جرى ذبح الفلسطينيين وتشريدهم من حضر وريفيين وبدو ، من أجل إنشاء الدولة اليهودية.. ولا أغفل هنا عن سرقة المياه من الفلسطينيين والدول العربية المجاورة ، من أجل ما أسموه “معجزة الصحراء” فهنالك خطوط أنبوبية طويلة جدًا تنتهك السيادة الفلسطينية والعربية تستنزف طبقات المياه الجوفية منها وكان هذا يتم ضمن مسح جيولوجي أمريكي تم في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي للمياه في سبيل البحث عن مياه للمستوطنات اليهودية في فلسطين التي استنزفت مصادر المياه لإعمار صحرائها الجنوبية لتكون درعاً حصيناً لها في الجبهة الجنوبية المواجهة لمصر العربية والأغوار الفلسطينية لتكون الدرع الحافظ لها من أي مخاطر نأني من الجبهتين الشرقية والشمالية.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى