منال تعرضت للتنمر من المدرسة لإعلان مستشفى الحروق …انفجار أنبوبة سبب تشوه وجهي

وجه بشوش لم يستسلم لآثار الحروق، حفظ تفاصيل المأساة التي تعرضت لها صاحبته قديما لكن لم تتمكن منها، لتقف بلباقة فائقة وهي تعلن عن تبرعات أول مستشفى لعلاج الحروق بالمجان في واحدا من أهم الحملات الإعلانية هذا الموسم، قبل أن يتحول الأمر لساحة نقاش بين التنمر والدفاع.

 

«الإعلان مثير للاشمئزاز.. لأن الوش مشوه» كلمات لاذعة حملت كل معاني القسوة والتنمر، دونها أحد الرواد تعبيرًا منه على رفض المادة الإعلانية، متجردًا من كافة معاني رحمة ليتحول الرواد لمدافعين عن الفتاة بطلة الحروق عقب تعرضها للتنمر، وعلى رأسهم هبة السويدي رئيس مجلس أمناء المؤسسة، التي أكدت أنها ستتقدم ببلاغ للنائب العام ضد صاحب التعليق الذي أساء وتنمر فيه على الفتاة

 

انفجار أنبوبة التهم 5 أفراد من عائلة «منال»: ملحقتش أودع أمي

منال حسني، ليست فقط واحدة من الناجيات من الحروق، فخلف الكواليس رحلة طويلة حملت مأساة كبيرة، بعدما تحولت حياتها رأسًا على عقب بسبب انفجار أنبوبة غاز، خلال زفاف إحدى أفراد عائلتها ليتحول الحفل لمآتم، بعد أن فقدت فيه ملامحها ونالت النيران من جسدها، وحُرمت من والدتها والعديد من أفراد اسرتها: «كان عندي 17 سنة وقتها، وعندنا فرح في بيت العيلة، وروحنا نحضر أكل للمعازيم اللي لسه عندنا، وفجأة انفجرت الأنبوبة في لحظة إعداد العشاء، والبيت كله ولع واتحرق مننا 5 من أفراد العائلة، فقدت والدتي وجدتي وخالي في نفس الحادث، كلنا دخلنا المستشفى ومحدش عرف حاجة عن التاني، حتى ملحقتش أودع أمي».

 

تفاصيل قاسية ترويها «منال» صاحبة الـ32 عاما، التي تعمل موظفة بمصنع ملابس اليوم، خلال حديثها لـ«هُن» مؤكدة إنها ظلت 3 أشهر بين الإفاقة والعمليات في غرفة المستشفى، دون معرفتها بأي معلومة عن ذويها: «كنت فاكرة أنهم بيتعالجوا زيي، بعد ما جسمي ووشي اتحرق كله، لكن اكتشفت أن الكل مات، وأنا بس اللي فضلت عايشة أنا وابن خالتي الطفل الرضيع، اللي صابوا بعض الإصابات الكبيرة، ملحقتش أودع أمي، من يوم الحادثة وأنا نفسي أشوفها لكن قضاء ربنا وقدره».

 

لم تقف معاناة «منال» عند ذلك الحد، إذ تعرضت لبتر أصابعها بسبب الأخطاء الطبية في رحلة علاجها، قبل دخولها مؤسسة علاج الحروق بالمجان: «بدأت أتحسن وأرجع من جديد، مكملة في رحلة العلاج، المكان ده حلمنا كلنا أنه يكمل للآخر لأنه الأمل الوحيد».

 

منال»: كنت بتحدف بالطوب وأنا رايحة المدرسة

مأساة منال لم تنتهي عند فقدان ملامحها، وأفراد عائلتها، بل بدأت رحلتها مع التنمر بداية المدرسة وحتى العمل: «لما كنت بروح المستشفى، الولاد في الشارع كانت بتحدفني بالطوب عشان شكلي، بقى طريق المدرسة كله طريق عذاب وتنمر، وبقيت مش قادرة ولا عارفة أكمل، لا عارفة أتعامل مع المجتمع ولا مع حروقي، وفضلت محبوسة سنتين مبخرجش».

 

ومن المدرسة لسوق العمل لم تسسلم ضحية الحروق من التنمر: «أول مرة أشتغل كنت بسوق لمنتجات عطور، كان العملاء منهم اللي يخافوا ويجروا أو ميفتحوش الباب ليا، بعدها انتقلت لمصنع ملابس، كان الشغل أقل من قدراتي، على اعتبار يعني أن عندي مشكلة، بس واحدة واحدة اترقيت وبقيت سكرتارية، لكن لسه التنمر مستمر زمايلي مش بياكلوا من أكلي ولا معايا، غير أسئلة التنمر والشفقة بقيت عايشة في عذاب»

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى