رسالة مولود بيت لحم الأب عماد الطوال- الفحيص

الاباء الافاضل
اصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
باسم الكهنة من الكنائس الرسولية ارحب بكم في الفحيص، مدينة السلام والمحبة والتضامن
في هذا الوقت المقدس من السنة ونحن نستعد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ندرك أن رسالة الميلاد لهذا العام تمثّل تحدياً لنا جميعاً في هذه الأوقات الصعبة، حيث مررنا بالعديد من الأحداث، العامة والخاصة، والتي لمست حياتنا بطرق مختلفة. فوسط مخاوف وقلق شعوب العالم العربي، حيث الأطفال والمدنيين هم ضحايا حروب قاسية، وملايينٍ من الأشخاص مشردين من منازلهم، مبعدين عن أراضيهم ويعيشون في ظروف مأساوية، تأتي رسالة الميلاد لهذا العام لتكون رسالة سلام “طوبى لصانعي السلام”، رسالة محبة “أحبوا بعضكم بعضاً”، رسالة صفح “اغفروا سامحوا”.
يعلمنا عيد الميلاد أننا بشر، لذلك علينا أن نتذكر إنسانيتنا وأخانا في الإنسانية أولاً، فالبشرية لن تحقق سلاماً إلا إذا عملت على سلام مبني على معرفة واحترام كرامة كل إنسان “أحبب الرب إلهك وأحبب قريبك حبك لنفسك”، فلا سلام بلا محبة، ولا سلام ما دام هناك إنسان ينافق ويتجبر وآخر ينطق بالكذب ويقتل ويظلم ويعذب أخاه الإنسان، ولا سلام ما دام لم يتحرر الإنسان من الغدر والقسوة وزرع الرعب والكراهية، ولا سلام ما دام الإنسان قد فقد الحس أمام الأسى والألم الذي يتجرعه الآخرون من حوله وهو صامت! ولا سلام للإنسان ما دامت الشعوب لم تتجاوز طموحات المصلحة الشخصية اقتصادية كانت أم تجارية، إذ كيف يمنح الله سلامه للإنسان إذا كان الإنسان نفسه يحرم أخاه من السلام؟. فهناك ملايين العيون الدامعة التي تتطلع إلى سلام ينقذ العالم وأرضنا من هول الحرب فلا ترفع أمةٌ على أمةٍ سيفاً، ولا يتعلموا الحرب فيما بعد! وملايينٌ من البشر يرفعون أدعية للسماء أن يهب الله السلام للأرض في القلوب وينتزع الحقد والطمع والشر من النفوس فيعم سلام الله في ارض الله.
لذلك لنرفع صلاتنا في عيد ميلاد يسوع الطفل رسول السلام لأجل أن يديم الله علينا نعمة الأمن والسلام في وطننا الأردن، ضارعين له أن يبلسم جراح أخوتنا الأحباء في فلسطين، وسوريا والعراق الذين حرموا من الفرح في عيد الميلاد، بعد أن تحملّوا العواقب الرهيبة للحرب والعنف وكل أنواع الاضطهاد.
شجرة الميلاد هي دائما خضراء: لونها لون الأمل الذي زرعه يسوع في تاريخ البشرية. معه وبقوته وسنده لنبعث معاً نداء إلى جميع المؤمنين في العالم أن يتضامنوا مع إخوتهم المؤمنين في الوطن العربي الذين يحافظون على شعلة “الكلمة” الذي تجسد في أرضنا، ولنجعل من عقولنا وقلوبنا مغارة نستقبل فيها بتفاؤل وأمل جديد يسوع الطفل، فطوبى لمن يصنعون السلام! وكل عام واردننا ومليكنا وحكومتنا واهل الفحيص بالف خير وبركة. فاهلا وسهلا بشجرة المحبة وشعلة السلام.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى