تربية الناشئة على تقبل التكيف مع الأدوار الاجتماعية المستجدة في ظل جائحة كورونا

بقلم الدكتورة رويده زهير العابد

أفرزت جائحة كورونا (كوفيد19 ) تحديات لأداء الأدوار المطلوبة من الأفراد وفقاً لمراكزهم فمن المتعارف عليه أن كل فرد في المجتمع يحتل مركزاً وكل مركز يترتب عليه دور مناط اتجاهاه بتحمل المسؤولية لأداء المهام المطلوبة للقيام بذلك الدور. فمثلاً المرأة تحتل العديد من المراكز وكل مركز يترتب عليه دور فمن المراكز التي تحتلها المرأة مركز الزوجة ومركز الأم ومركز الموظفة ومركز الجار ومركز الابنة ومركز الأخت؛ فكل مركز يترتب عليه أداء دور يتناسب وذلك المركز. ومع تزامن جائحة كورونا وتلك المراكز والأدوار المؤكولة للأفراد في المجتمع ووجوب تحمل المسؤولية للقيام بتلك الأدوار نجم عن ذلك تضارب بأداء الأدوار المطلوبة من كل فرد فمثلاً يعتاد أفراد الأسرة على امتداد الرعاية الصحية من الأم في حالة إصابة احد أفراد الأسرة بوعكة صحية وهنا يأتي التساؤل الذي يفرض نفسه من سيقوم برعاية الأم في حالة إصابتها ومن سيقوم بالمهام المنزلية المؤكولة للأم؟ بالطبع ستحتاج الأم إلى من يساندها على القيام بتلك الواجبات. ومن هنا تأتي أهمية ووجوب تربية الناشئة على إجادة ممارسة الأدوار الاجتماعية والتكيف لأدائها بالشكل المطلوب لتحقيق التكافل الأسري والمجتمعي في ظل وما بعد جائحة كورونا وفي كافة الظروف المكانية والزمانية الطارئة.

وفي ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي الطارئ الذي أثر على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والدينية والصحية فما يتوجب على المربيين في جميع المؤسسات التربوية الرسمية وغير رسمية بدء من الأسرة والمدرسة والجامعات ودور العبادة ووسائل الإعلام إلا أنهم ينتهجوا منهج علمي رصين لتربية الناشئة على التطبيع الاجتماعي لأداء وممارسة الأدوار الاجتماعية بحرفية عالية الدقة وذلك بتوظيف وسائل الإعلام ببرامج تثقيفية حول الأدوار الاجتماعية ودعوة المؤسسات الدينية للإشادة بأهمية التكافل المجتمعي وأداء الأدوار المنوطة بكل فرد والآثار الايجابية على الصعيد الشخصي والصعيد المجتمعي في الحياة الدنيا والحياة الآخرة المترتبة على الالتزام وتحمل مسؤولية كل فرد بأداء الأدوار الاجتماعية المؤكولة له. ودعوة المخططين للمناهج التربوية على كافة المستويات التعلمية ببتضمين المناهج التربوية بموضوعات حول الأدوار المجتمعية من خلال تنشئتهم على تعقل وتفهم خصائص وأنواع الأدوار المجتمعية كالأدوار العمرية والجنسية التي تتميز بطبيعتها أنها ثابتة فدور الطفل غير دور الحدث أو دور المراهق ودور البنت غير دور الولد. والأدوار المرتبطة بالعنصر والعرق والدوار المتعلقة بالقومية والطبقة الاجتماعية وتكون طبيعتها قائمة على ادوار بيولوجية ولا يمكن نقلها من فرد إلى آخر وأنها غير قابلة للتغير. والأدوار الوظيفية المهيأة في المؤسسات الإدارية والاقتصادية والدينية والترفيهية.والأدوار الانتقالية مثل دور المريض الزائر، التي بطبيعتها مؤقتة وزائلة وتعكس نشاطاً اجتماعياً في يوم معين. والأدوار الغير رسمية التي لا تعتمد على التحصيل العلمي والخبرات الشخصية والعملية وتساعد الفرد على اكتساب ادوار اجتماعية كعضوية الفرد في المنطقة السكنية ( الجيرة ) والنادي الأهلي أو الرياضي أو عضوية في جماعة اللعب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى