ما هو الهبد الطبي…. و إلى متى سيستمر؟!

الى متى سيظل الاعلام العربي عامة و الاردني خاصة ضحية الانجازات الطبية المزيفة و الاختراعات الوهمية و اطباء الواسطة و علماء الفيسبوك؟ و ثم نتساءل عن سبب حالة عدم الثقة الموجودة عند المواطن؟

لنأخذ المثال الأول! “عالم” أردني يطل علينا دوماً بتصريحات مغلوطة عن الكورونا، و ينشر نظريات مؤامرة كاذبة، فكلا يا سيدي، بلع الريق لن يحميك من الكورونا، و المضمضة لن تقتل الفيروس و الاهم ان مطعومات ال mRNA لن و لا تغير في جينات المتلقي، فهذه التقنية تم العمل عليها من عشر سنوات لامراض اخرى. و سبب سرعة انتاج اللقاح هو ضخ مليارات الدولارات في هذه الشركات والذي ساعد على تطوير اللقاح و ايجاد متطوعين بسرعة فائقة!

و أما المثال الأسوأ فهو “الاختراعات” و “الانجازات” الخالية من اي ورقة بحثية منشورة في مجلة علمية او براءة اختراع مسندة في ال WIPO. فالاختراع فعليا هو اختراع فيسبوكي يظهر صورة منمقة مع تعليق جاذب مثل “لأول مرة” او “انجاز اردني” لكن علمياً ليس له اي وجود في اي مجلة علمية مرموقة! الاختراع يجب ان يبنى على بحوث، و بعد البحوث تأتي مرحلة التجارب، و من بعدها يتم مراجعة النتائج لتنشر في مجلة علمية ذات تأثير عالي impact factor. وهذه النقطة الاهم، فهناك الكثير من المجلات المفترسة predatory journals التي تقبل اي بحث من الابحاث مثل المجلة التي نشرت “اختراع الكفتة” قبل عدة سنوات. و من الجدير بالذكر انه يمكن معرفة اسماء دور البحوث و المجلات المفترسة خلال مراجعة Beal’s list of Predatory Journals.

و لكن هذه الاختراعات و “الانجازات” الاردنية لم يتم حتى تجربتها او نشرها ! و مع ذلك، هذا “المخترع” يطمح ببدء العمل بها دون المرور باي توثيق علمي..

اما “الخبراء” فحدث ولا حرج، فتطل علينا دوماً سيدة ليست بطبيبة لتتحدث عن الجراحات النسائية و الامراض و العلاجات ك”خبيرة” امومة. وحتى القنوات المدعومة ماديا فلا تنفك ان تحضر اطباء بتخصصات لا تمت بالكورونا بصلة، كطبيب قلب يغير من اللقب في كل ظهور ليخفي تخصصه الاصلي. اللاخبير هو مجرد اسطوانة مكسورة تعيد نشر كلام الاخبار و الوسائل العالمية دون اضافة علمية شخصية، فكيف سيضيف من خبرته وهو من تخصص آخر؟ و المؤهل الوحيد هنا هو قريبه او صديقه في الاعلام.

و اخيرا المنتجات! ففي غياب العلم الصحيح، ينتشر اشباه العلم و اشباه الابحاث و اشباه الدراسات. فمثلاً يتم تداول منتجات تعلق على الملابس او يتم لبسها على اساس انها تحمي من الكورونا بناء على تجارب مبسطة غير سريرية غير علمية لم تنشر في اي مجلة علمية مرموقة. و مع هذا تم تبني هذا المنتج من نفس الهيئة التي حذرت منه عند تغيير المسؤول. و المحزن عندما يكون اهتمام شركة خاصة مثل الفيسبوك بالحقيقة اكثر من وسائل اعلام في دولة.، فقام الفيسبوك بحجب جميع الادعاءات الباطلة، في وقت لا يزال اعلامنا و مشاهيرنا يروجون لمنتجات لا تمت بالعلم بصلة. و مع تكريم هؤلاء المشاهير، فان المواطن يصبح الضحية الكبرى

في هذا الزمن، يجب ان تقوم وزارة الاعلام بفرض تعيين لجنة علمية تراجع المعلومات الطبية قبل نشرها، و تتاكد من “الخبراء” قبل وضعهم امام الشاشات فينشرون الباطل للملايين. الموضوع اصبح حياة او موت، و خاصة مع رفض المطعوم من قبل اعداد كبيرة من المواطنين! 

منقول من موقع سرايا الرسمي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى