مسلسل “أقل من عادي” .. عندما يصدق العنوان!

ثلاث عشرة حلقة من مسلسل “أقل من عادي” (سيناريو يم مشهدي، وإخراج نور أرناؤوط) ولم يصدق شيء في هذا العمل بقدر عنوانه، فالشخصيات جميعها مهزوزة وحائرة ولا تعلم ماذا تريد، وبناء الأحداث هش وفيه الكثير من الإقحامات غير المبررة، أما الحوارات فهي نقطة التميز الأبرز، لكن عندما يتحول الجميع إلى فلاسفة عصرهم، فإن تلك النقطة تسقط أيضاً، ليبقى أداء بعض الممثلين هو مركز القوة ولا شيء آخر.

 

وما يقصم ظهر هذه الدراما هو الرتابة في كل شيء، من الحكاية إلى أبطالها مروراً بالحبكة، والأهم هو عدم منطقية الكثير من مفاصلها، وما وازاه من رضوخ شبه كامل لكاميرا أرناؤوط أمام نص مشهدي، من دون أي محاولة للتحرر، أو على الأقل إبداع نص بصري ينطلق من الورق ويتخطاه بفكر إخراجي موازٍ.

 

الحكاية بسيطة، مايا (هيا مرعشلي) تعيش في دمشق، يستدعيها والدها كريم (جهاد سعد) لتزوره في بيروت بعد زمن من انفصاله عن أمها وإهماله الكامل لابنته، لنكتشف أنه صاحب أموال طائلة، إذ لديه فندق ضخم، وفي أحد طوابقه دار للأزياء تديرها زوجته اللبنانية سما (كارمن لبس)، وهي ليست على وفاق نهائياً مع مايا من دون أن نعرف السبب.

 

 

تصطحب الابنة صديقتها فَيْ (مي إبراهيم) لتؤنسها في رحلتها مجهولة الأسباب، والتي تزامنت مع عشية ليلة الميلاد، ومنذ وصولهما إلى غرفة الفندق يتلمَّسا فوارق العيش، والزيف في العلاقات، ويختبرا القلق الوجودي، ولكنه هذه المرَّة برتبة خمس نجوم، من بعد الفقر الذي كان يغلِّف حياتهما في دمشق.

 

وبمضي الوقت يلتقيان بأولاد كريم وإخوة مايا من أبيها، وهم جواد (طيف إبراهيم) الشاب المستهتر، الكاذب، خادع النساء، ورنا (ميا سعيد) الأرملة المكلومة مع خيالاتها المريضة عن زوجها طلال (كفاح الخوص)، وسالي (شيرين الحاج) عارضة الأزياء المغرورة والمترددة بأهوائها.

 

وفي أجواء العمل هناك مدير الفندق الشاب عمر (إيلي متري) ومصمم الأزياء فارس (ملهم بشر) ومدير المطعم والبار (وسام صباغ) وعارضتا الأزياء كارمن (ترف تقي) و(جوي الهاني)، وأكثر ما يجمع هذه الشخصيات أن بوصلة مشاعرهم ضائعة، ويعانون من توهان في الأحاسيس، وعواطفهم مهتزّة، بحيث أنك لن تعرف من يحب من، ومن يريد الارتباط بمن، وزاد من الطين بلَّة دخول مايا وفَي ضمن الدَّوامة ذاتها.

سرايا

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى