د. حنين عبيدات تكتب: ” جائحة كورونا و الأمراض المزمنة”

تساؤلات عدة يطرحها العامة حول تأثير فيروس كورونا على مرضى الأمراض المزمنة ( السكري ، القلب ، التهاب الرئتين المزمن، الربو، الضغط، و أمراض نقص المناعة ، و السمنة المفرطة، السرطان،) و غيرها ، و لماذا يؤثر الفيروس بشكل كبير على هذه الفئة؟ و هل جائحة كورونا زادت من نسبة الأمراض المزمنة في العالم ؟ و ما هي التدابير اللازمة لحماية هذه الفئة من المرضى؟ و ما هي النصائح الموجهة لمساعدتهم في مواجهة جائحة كورونا؟ كلها تساؤلات هامة سنجيب عليها في هذا المقال :
من المعروف أن فيروس كورونا يؤثر على مرضى الأمراض المزمنة ، فنسبة الإصابات بين هذه الفئة عالية و نسبة الوفيات عالية خصوصا في المراحل المتقدمة من المرض ، وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة ، الذي يصبح هزيلا لا يقوى على مواجهة كل ما يدخل إلى جسم الإنسان من أجسام غريبة.
في حالة مرض الربو الذي يصيب الرئتين فإن أعراض فيروس كورونا تزداد بشدةو خصوصا أن فيروس كورونا يهاجم الرئتين بناء على حدة الحالة المرضية و تكون عادة (متوسطة إلى حادة) و هناك أمراض أخرى تهاجم الرئتين، كمرض الإنسداد الرئوي المزمن و سرطان الرئة و التليف الرئوي، فكلها أمراض سهلة بالنسبة لفيروس كورونا في مهاجمة الجهاز المناعي الضعيف.
و من الأمراض المزمنة أيضا التي يؤثر عليها فيروس كورونا هي مرض السكري من النوع الثاني و السمنة و أمراض القلب ،فيجب على مريض السكري أن يلتزم بأدويته و بنظام غذائي مناسب ،و مرضى السمنة يجب أن يلتزموا بنظام غذائي يستطيعون من خلاله التخفيف من الوزن مع ممارسة للرياضة لأن كلا المرضين يسببان التقليل من كفاءة جهاز المناعة.
مع ازدياد نسبة ارتفاع الأمراض المزمنة في العالم بسبب عوامل كثيرة منها الحظر الكلي و الجزئي الذي سبب مشاكل نفسية و أمراض عديدة بسبب بعض الممارسات التي يقوم بها الفرد ، من تغيير في النظام الغذائي وعدم ممارسة الرياضة، و مشاكل نفسية عديدة كالخوف و الهلع و الإكتئاب، و غيرها من العوامل التي زادت نسبة الأمراض المزمنة للأفراد.
“” “وحسب دراسة عالمية نشرت في مجلة لانسيت العالمية بينت في أن زيادة نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا سببه زيادة في نسبة الأمراض المزمنة و سمي العلماء هذا المرض ( وباء مركبا).
وحسب ما جاء فيها ” بأنها دراسة حول صحة الإنسان تحمل عنوان “العبء العالمي للأمراض” وأن العالم يواجه موجة من زيادة معدلات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض معدية مستمرة ، وهو ما تسبب في زيادة معدلات الوفاة خلال جائحة كورورنا.”
وحللت الدراسة 286 سببا للوفاة و369 من الأمراض والإصابات و87 عامل خطورة في 204 بلدان ومناطق لتقديم صورة للوضع الصحي الأساسي لسكان العالم وتأثير كورونا.
وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب اعتلال الأشخاص في سن الخمسين وما فوقه على مستوى العالم هي مرض القلب والسكتات الدماغية والسكري.
أما في الفئات الأصغر عمرا بين العاشرة والتاسعة والأربعين كانت حوادث الطرق ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وألم أسفل الظهر واضطرابات الاكتئاب هي الأكثر شيوعا.””
وبناء على مركز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها بالولايات المتحدة (CDC) ، أنَّ فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19” كان أشد فتكاً 12 مرة بالمرضى أصحاب الأمراض المزمنة، مقارنة مع الأصحاء، كما إن الفيروس قادر على إصابة الأشخاص الذين يُعانون من حالات مرضية مزمنة بستة أضعاف عن الآخرين..
وبناء على ما خلفته الجائحة من عام إلى الآن فإن نسبة مرضى المزمن الذين دخلوا الصيدليات في الأردن لشراء العلاجات المزمنة زاد بنسبة واضحة في الأعمار من الخمسين فما فوق.
و من أهم النصائح لأصحاب المرض المزمن، الإلتزام بوسائل الوقاية العامة، عدم الإختلاط ووجوب التباعد ،عدم ملامسة الأسطح، و عدم سيطرة الخوف من الإصابة بالفيروس لأن الخوف و الهلع يسببان ضعف في جهاز المناعة، التخلص من بعض العادات التي قد تسبب العدوى ، الإلتزام بنظام غذائي مناسب ،و الإلتزام بالأدوية حسب تعليمات الطبيب و الصيدلاني.
د. حنين عبيدات.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى