أمل خضر تكتب بشر العطيوي فن تعامل وإدارة

دكتور بشر العطيوي خامس مدير أعمل معه، ولا أنكر أني أنصفت من البعض، وأني استطعت إثبات ذاتي، والتميز بالعمل في عهدهم وبدعم منهم. وعلى العكس فهناك من لهم في عنقي جميل لانصافهم لي في كثير من الأمور .

ولكن الدكتور بشر العطيوي في كل اجتماع ونقاش أتعلم منه مفاهيم جديدة في فن الإدارة والتعامل مع الناس، فكان اليوم مميزا بما دار في داخلي من حوار حول (انا ومن بعدي الطوفان)، لأخلص بما سأخطه من رسالة للمصلحجي. ويشهد الله لا مصلحة لي، ومن يعرفني يعلم أني لم اترقَ إلى أي مكان، ولم أحصل أي علاوة أو ………….، ولكن هي شهادة حق في إنسان علمني الصبر والاحتمال والاحتساب لله، وأن الله دائما يختار للإنسان الأفضل، وإن كان عكس ما يحب أو يتمنى. كانت أمنيتي أن أكمل عملي في قسم الإعلام، وكنت أشعر بالظلم والقهر عندما تم إنهاء تكليفي وأعفائي من مهامي في قسم الإعلام. ولغاية شهر مضى وأنا أشعر بالقهر والظلم، إلى أن تحدثت إلى الدكتور بشر العطيوي من جعل من الاحباط واليأس طريقا للرضا والقناعة والحمد، والسعي إلى الإبداع والتميز في كل مكان أكون فيه، لأن الإنسان المؤمن والذي لا هدف له سوى عمل خالص لله بتميز وإبداع يخدم المصلحة العامة، فهو إنسان متوازن متصالح مع نفسه.

وأعلم أن الإنسان غريزياً وطبيعياً يسعى لمصلحته وأمانه المادي والمعنوي والأسري، لكن البعض للأسف تطغى مصلحته الشخصية على غيره، فيتجاوز المبادئ والقيم الإنسانية، ويطغى على من حوله متناسيا المعاملة الحسنة، وأن من تعامله اليوم معاملة حسنة ستجده حاضراً لك بالمستقبل، فنحن نكمل بعضنا البعض في الحياة، ولكن من يطلق عليه باللهجة العامية «المصلحجي»

لا يعترف بذلك، وليس من أساسيات حياته وقيمه المعاملة الحسنة من دون مصلحة أو مقابل، فالشخص الذي يبحث عن مصلحته أولاً ويتناسى أو لا يعطي أهمية لمصلحة الآخرين هو أناني حتى بالعلاقات الاجتماعية، الشخص «المصلحجي» حتى مع عائلته مصلحته أولاً، لا ضرر أن الإنسان يبحث عن مصلحته، لكن بدون مبالغة وأنانية وتجاوز لمبادئ المعاملة الحسنة، فبعض الناس يعرفك عندما تكون له مصلحة معك، وعندما تنتهي مصلحته معه لا يعرفك، حتى وإن قابلك بنفس الطريق لا يلقي عليك السلام، فيعتبر السلام فقط لمن له معه مصلحة، والبعض إذا ما انتهت مصلحتهم معك يتحدثون عنك أحياناً بما ليس فيك، غيرة منهم، أو لأنك لم تفعل ما يرجونه منك، وبعضهم لديهم غرور ويشعرون أنهم الأفضل بلا منازع، ولا يعترفون بخسارتهم أو نقاط ضعفهم، فهم يرون أنفسهم بلا نقاط ضعف، ويرون أنهم قادرون على كل شيء، وأنهم أفضل من الجميع، وترجع طبيعتهم تلك للبيئة التي تربو فيها، أو للمنزل والأسرة التي نشؤوا فيها، كأب أناني، أو أم أنانية، أو متسلطة، أو رفقة سيئة من أصحابهم يعتبرونهم المثل الأعلى. هذه الفئة تمتاز بالنفاق الاجتماعي، بل النفاق في مفهومهم يخدم مصالحهم، فيمدحون الشخص لدرجة كبيرة، وبمجرد أن تنتهي المصلحة يبدؤون بذم الشخص وتحطيمه ومحاربته، لأنه أصبح كرتاً خاسراً بالنسبة لهم، ولكن بمجرد أن تكون لهم مصلحة جديدة معهم مرة أخرى يتغيرون مئة وثمانين درجة، ويصبحون طيبين ودودين.

والناس بالنسبة لهم جسور عبور، وأهمية الأشخاص في حياتهم تتجلى في مدى الاستفادة منهم، وبمجرد أن تنتهي المصلحة ينتهي معها كل شيء، فتلغى جميع الاتفاقيات، وتتبدد المعاملة الحسنة. أولئك هم ذاتهم الذين كانوا دائماً يقولون: نحن ثقة، وكلامنا ووعودنا عقد موثوق، لا نحتاج لعقود، لأنهم يعرفون أنهم سيتنصلون من أي كلام تحدثوا به، أو اتفاقية ويتنكرون منك إذا هددت مصالحهم، أوطالبت بحق لك، ودائماً ما يعمدون لتصيد أخطاء الآخرين، وبارعون جداً بتغيير ملامحهم حسب مصلحتهم مع الشخص كالفصول الأربعة، ولكن فصولهم تبعاً لأهوائهم و معتقداتهم. وأغلبهم أذكياء بالكذب.

لكن هناك مصالح أو أشخاص يفعلون أشياء لمصلحة المجتمع، أو لمصلحة الأسرة، أو لمصلحة الأصدقاء، وهؤلاء فعالهم محمودة.

المصلحة بنظري نوعان: مصلحة مؤذية، وأخرى مفيدة، ولكن الأساس هو كيف ومتى ولماذا هو ما يميز نوع المصلحة وعواقبها، وأيضاً طبيعة الشخص ومعتقداته عن المجتمع، وتفكيره، وثقافته، ورؤيته للأمور من حوله وتفنيده لها، إذن فليكن تفكيرنا ناضجاً وحكيماً.

فشكرا لكل من يزرع غرسا طيبا نافعا لكل نفس بشرية.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى