صور : رسائل خفية من صندوق مجوهرات مادلين أولبرايت بعد وفاتها
توفيت مادلين أولبرايت Madeleine Albright أمس، أول سيدة تتولى رئاسة الخارجية الأمريكية، بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 85 عاما
أصبحت مادلين أولبرايت أول امرأة تتولى منصب وزيرة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة عام 1997 بعد أن عينها الرئيس بيل كلينتون، وقبل توليها هذا المنصب الرفيع كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
ولم تكن مادلين أولبرايت أول وزيرة للخارجية فحسب، بل كانت أول دبلوماسية رفيعة المستوى تستخدم قطع مجوهراتها لإرسال رسائل خفية.
تميزت مادلين أولبرايت بذكائها الشديد وروح الدعابة لذا جعلت مجوهراتها أداة دبلوماسية مفيدة، استخدمتها خلال فترة عملها كسفيرة، إذ بدأت أولبرايت في إرسال رسائل موجّهة غير لفظية وفتح خطوط اتصال مع قادة العالم عبر مجوهراتها، وتحديداً البروش.
وفي كتاب صدر لها عام 2009 بعنوان “اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي: قصص من صندوق حلي دبلوماسية”، والذي يستعرض أهم دبابيس الصدر “البروش” التي تزينت بها مادلين أولبرايت، تقول إن الأمر كله حدث بالصدفة إذ قررت أن ترتدي بروش على هيثة تعبان ضخم بعد أن وصفتها وسائل الإعلام العراقية في التسعينيات بـ “ثعبان لا مثيل له”.
ووُصف بروش الثعبان في الكتاب إنه يتكون من الذهب 8 قيراط ملفوف حول فرع ذهبي ويتدلى من فمه فص ماسي.
أما المرة الثانية التي قررت فيها مادلين أولبريت، استخدام البروش لتوصيل رسالة سياسية، كانت من خلال دبوس بلو بيرد، وهو عبارة عن طائر أزرق اللون وارتدته عندما أسقط الطيارون الكوبيون طائرتين مدنيتين غير مسلحتين فوق المياه الدولية بين كوبا وفلوريدا عام 1996. وقُتل ثلاثة مواطنين أمريكيين ومقيم قانوني.
ومنذ ذلك الحين أصبحت دبابيس أولبرايت هي طريقتها في “التحدث مع العالم” دون أن تنطق بكلمة واحدة، وبمرور الوقت تعلم المراسلون وقادة العالم قراءة بروشاتها.
ففي المناسبات الجيدة كانت ترتدي الزهور والفراشات والبالونات وفي الأيام السيئة كانت ترتدي كل أنواع الحشرات والحيوانات آكلة اللحوم. وأصبحت قطع المجوهرات جزءًا من ترسانتها الدبلوماسية.
وفي أحد مفواضتها بشأن الصواريخ الروسية المضادة، ارتدت مادلين أولبرايت Madeleine Albright بروش يشبه الصاروخ، وفي أثناء الاجتماع سألها وزير الخارجية الروسي مُشيرًا للدبوس” هل هذا أحد صواريخك الاعتراضية؟. وأجبت: نعم.
وقالت مادلين أولبرايت Madeleine Albright في كتابها إنها أحبت التعبير عن نفسها بمجوهراتها، لذلك فأن بروش وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كان أكثر إثارة للاهتمام من المحادثات نفسها، لأن وراء كل دبوس ألف كلمة غير منطوقة.
