اختتام برنامج “مختبر المبتكرين الصغار” في دورته السابعة في “شومان”

احتفلت مكتبة درب المعرفة في مؤسسة عبد الحميد شومان/ ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، أمس السبت، باختتام برنامج “مختبر المبتكرين الصغار” في دورته السابعة 2023، وذلك في جامعة الحسين التقنية.

واشتمل الحفل الذي أقيم برعاية رئيس الجامعة الدكتور إسماعيل الحنطي، على عروض لنتاجات أفكار مشاريع علمية ومبتكرة، عمل عليها أطفال بعد رحلة علمية وعملية وورشات عمل متخصصة وظفت فيها التجارب والمشاريع لتنمية قدرات المشاركين على البحث والتحليل.

في دورته السابعة 2023 تم عقد مختبر المبتكرين الصغار في محافظة عمان، بعد أن تمّ تنفيذ البرنامج على مدار السنوات في محافظات الزرقاء، الكرك، اربد، والبلقاء. واختير في هذه الدورة 27 مبتكراً ومبتكرة في عمان، من أصل 906 طلاب تقدموا للمشاركة في البرنامج.

وشارك المبتكرون في إنتاج 6 مشاريع علمية، بإشراف 7 مشرفين من طلبة التخصصات العلمية في الجامعات الأردنية. كما خاضوا مراحل عديدة؛ ما بين تدريبات علمية وتطبيقات عملية طوروا من خلالها مهاراتهم وقدرتهم على العمل الجماعي، وقاموا باختيار تحديات يواجهها المجتمع والخروج بحلول باستخدام “الميكروكنترولر”، ومبنية على المعرفة التي توصلوا إليها خلال المرحلة السابقة.
وأعرب راعي الحفل الدكتور الحنطي، عن اعتزازه باستضافة معرض المبتكرين الصغار للسنة الثانية على التوالي، حيث يتوج المعرض الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة عبد الحميد شومان بالتعاون مع مؤسسة واحة التفكير من خلال برنامج المبتكرين الصغار، منوها إلى أننا بالرغم من التحديات والظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، ما زلنا نؤمن بهذا الجيل ونعقد الآمال عليه لتحقيق المزيد من الابداع والابتكار، لذلك هو يستحق كل الرعاية والاهتمام.

وأشاد الدكتور الحنطي بنوعية الابتكارات التي قام الأطفال بإنتاجها والتي ستعمل على حل العديد من التحديات والمشكلات المجتمعية، مؤكدا ضرورة التركيز على تعليم الشباب وتمكينهم من المهارات اللازمة والتكنولوجيا لمواكبة تطورات العصر.

من جهتها قالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، إننا نلتقي مرة أخرى مع حصاد مختبر المبتكرين الصغار الذي تنفذه المؤسسة، بالتعاون مع مؤسسة واحة التفكير، لتوفير المساحة العلمية والعملية لتنمية مهارات الأطفال، من خلال برنامج تدريبي مبني على أسس علمية يخضع له الأطفال، ليساعدهم على تنمية مهارات التفكير والتحليل والإبداع، والعمل الجماعي، والعديد من المهارات الأخرى، ما يكسبهم مهارات ضرورية للعصر الذي نعيشه، وللمستقبل.

وأضافت أن هؤلاء الطلبة استطاعوا أن يتلمسوا احتياجات مجتمعاتنا، وأن يفكروا بطرق يستطيعون من خلالها تخطي التحديات التي تواجهها، لذلك جاءت هذه المشاريع العلمية مساهمة منهم في خدمة مجتمعاتهم وبلدهم، مشيرة إلى أنه من أجل الانخراط في العلوم الحديثة، وفي مجال المهارات المطلوب اكتسابها اليوم، تم خلال الدورة الحالية إضافة ورشات تدريبية متعلقة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، ليتم إنتاج القطع الخاصة بالمشاريع وتصميمها من قبل الأطفال أنفسهم، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وإدخاله في مشروعين.

الرئيس التنفيذي لمؤسسة واحة التفكير/ الشريك لمؤسسة “شومان” في تنفيذ البرنامج الدكتور وليد ذيب، قال في كلمته: إن المبتكرين الصغار يتعلمون من خلال البرنامج مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات ومعالجة الأخطاء والعمل كفريق واحد والعمل تحت الضغط والالتزام بالهدف بالإضافة الى مهارات البحث العلمي.

وأشار إلى أهمية أن يتعلم الطلاب مهارات التعلم الذاتي، موضحا أن الطالب يتخرج من الجامعة عادة ويحصل على علم ومعرفة هامة، ولكن عندما يخرج إلى الحياة العملية سيواجه أمامه علم ومعرفة جديدة لم يتعلمها أو لم يتعلم ما يكفي منها، فاذا كان يمتلك مهارات التعلم الذاتي فلن تكون هذه العقبة أمامه وسينجح في تخطيها.

وحملت المشاريع المبتكرة التي تم عرضها عناوين: “السلة الذكية”، “متتبع الاختطاف”، “ساعة الربو”، “سيارة الإطفاء الذكية”، “مثلث الحماية”، “توليد الكهرباء من الرياح”.

ومشروع ” السلة الذكية” للأطفال، بانة علاونة، زينب حياري، كرم زيدان، هو سلة نفايات ذكية تعمل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي حيث تقوم بتصنيف النفايات عن طريق تقنية ال object detection من خلال الـ teachable machine حيث قام الأطفال بتدريبها للتعرف على أنواع النفايات المُلقاة داخل السلة من خلال كم هائل من الصور التي تشبه هذا النوع من النفايات ثم تقوم هذه السلة بتصنيفها بعد التعرف عليها إلى أربعة أنواع: ورق، زجاج، بلاستيك، ومواد غير قابلة لإعادة التدوير. فيما يعمل مشروع “متتبع الاختطاف”، للأطفال سند العدوان، فرح سمارة، علي بركات، على وضع حل لمشكلة الخطف التي أصبحت مشكلة عالمية تهدد الأمان والاستقرار، حيث يعتبر الأطفال هم أحد الفئات الأكثر عرضة لهذا الخطر. ومشروع I band يقدم حل لهذه المشكلة، وهي قطعة ذكية تستخدم حساسات لقياس مؤشرات حدوث عملية الخطف كنبضات القلب والتغير في الحركة والمسافة، يقوم الجهاز بالاهتزاز عند استشعار قراءات غير اعتيادية، مع وجود زر لتأكيد السلامة إذا لم يتم ضغطه يتم فوراً تنبيه الأهل باحتمالية وجود خطر على الطفل.

أما مشروع “ساعة الربو”، للأطفال عمر حياصات، هاشم نعيمات، بلقيس قرقش، حسن الوحش، فهو عبارة عن ساعة تقوم بفحص الهواء المحيط بالطفل والكشف عن جودته وفي حال كان الهواء غير ملائم للمستخدم تنبهه الساعة بوجود خطر، في حين أن مشروع “سيارة الإطفاء الذكية”، للأطفال يافا ترتير، محمد العويدي، لمار الناطور، عبارة عن سيارة تعمل بالذكاء الاصطناعي الذي يحلل الصور للكشف عن وجود الحرائق في المكان وعليه تقوم بالإجراء المناسب لإطفائها، حيث تتميز بأنها تقلل الخطر الذي يتعرض له رجال الإطفاء.
ومشروع “مثلث الحماية”، للأطفال حسين الشيخ، إبراهيم الميناوي، فيهدف إلى توفير مأوى آمن للفرد عند وقوع الزلزال، وذلك عبر آلية تجعل من السرير مكان آمن حيث يُغلق أطرافه تلقائياً عند استشعار اهتزازات وتنخفض قاعدة السرير لتوفر له مساحة مناسبة وبذلك يتم حمايته من الانهيارات التي قد تودي بحياته، بينما يعمل مشروع ” توليد الكهرباء من الرياح”، للأطفال محمد ياسين، بتول كلبونة، ريان الحاج حسن، دينا القضاة، على توليد طاقة كهربائية من حركة الرياح الناشئة عن حركة السيارات في الشوارع، من خلال توربينة ذات محور دوران عامودي وبتصميم helical shape. تتكون من شفرات ينتج عن حركتها طاقة ميكانيكية تحرك المولد الكهربائي المرتبط بصندوق التروس الذي بدوره يزيد سرعة دوران المولدة من التوربينة ومن ثم يتم تحويل هذه الطاقة إلى كهرباء، ويتم تخزينها في بطارية. يتميز المشروع بكونه ذو تكلفة قليلة قابل للتطبيق على الطرق السريعة في الأردن وصديق للبيئة.

يشار إلى أن مؤسسة عبد الحميد شومان، أطلقت برنامج “مختبر المبتكرين الصغار” عام 2015 بالشراكة مع واحة التفكير بهدف تعزيز التفكير الناقد والابتكار والعمل على تطوير مهارات الأطفال واليافعين من خلال ورشات علمية وعملية متخصصة توظف فيها التجارب والمشاريع لتنمية قدرات المشاركين على البحث والتحليل. ويعمل مختبر المبتكرين الصغار على توفير المساحة العلمية والعملية لتنمية التفكير الناقد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (10- 13) عامًا من خلال تعريضهم لمواقف وأسئلة تحثّهم على البحث عن حلول ومن ثم تقييم الحلول واختيار الأنسب منها. يتم استخدام تجارب علمية بسيطة لنقل مفهوم التفكير الناقد واستخدامه للتوصل إلى استنتاجات ومن ثم العمل على التجارب الكهربائية والإلكترونية. ويتعرف الطلبة على حقائب إلكترونية (ميكروكنترولر) ويعملون على تطبيقات للحياة العملية بواسطتها. وفي المرحلة النهائية، يطلب من المبتكرين إنجاز مشاريع باستخدام هذه الحقائب.

يشرف على المبتكرين الصغار طلبة جامعات يعملون على تحفيز التفكير والتحليل وتقديم الدعم والتوجيه خلال كافة المراحل وصولًا إلى مرحلة إنتاج المشاريع بالتركيز على نقل المهارات وليس نقل المعرفة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى