أمل خضر تكتب إدارة الأزمات (الكوارث)

إدارة الأزمات هي نوع من أنواع الإدارة، وتعرف الأزمات بأنها التهديد الذي يلحق أذى إما بالأشخاص أو الممتلكات أو تعطيل العمل للمؤسسات أو الشركات أو الدول أحيانا والتي قد تضر ب اسمها وسمعتها، وإدارة الأزمات هي الكيفية التي يتم بها التغلب على الأزمات بالطرق العلمية والإدارية المختلفة، وتفادي سلبياتها، والاستفادة من إيجابياتها، وتعرف كذلك بأنها علم إدارة التوازن أو التكيف مع المتغيرات وبحث آثارها على كل المجالات المختلفة في الحياة.
ومن هنا نتساءل عن: ما هي سمات الأزمات؟

*الأزمات هي نقطة تحول تحدث وتتطلب قرارات سريعة وعاجلة لمواجهتها وعلاجها أو التخفيف منها قدر المستطاع، تهدد الأهداف المرسومة قبل الأزمة، وتعيق تحقيقها ولو لفترة محددة.
* من سماتها:
١- ضعف السيطرة أو فقدانها على الأحداث بعد الأزمة.
٢- عدم كفاية المعلومات المساعدة للحلول المناسبة بسبب المفاجأة.
٣-ضيق الوقت والشعور بالقلق والضبابية والاضطراب في هذه الفترة.

و من الأمثلة التي لا ينساها العالم في إدارة الأزمات:
عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بهجوم نووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي أثناء الحرب العالمية الثانية؛ نظراً لصلابة المقاتل الياباني، وتسببت في تدمير المدينتين تماماً، وصعوبة الحياة الإنسانية فيهما بسبب دمار البنية التحتية، وقد صنفت هذه الكارثة من أسوأ كوارث القرن العشرين، لذا اجتمع فريق ياباني من إدارة الأزمات وتم طرح أحد الخيارين التاليين:
الخيار الأول: هو البقاء على نفس الوضع والعيش على إعانات الدول والغرق في الديون وعدم تطوير البلد.
الخيار الثاني: الاعتماد على أنفسنا ونبدأ العمل بكل جد وبمجهود شاق لنهضة البلاد والبدء من الصفر.
وتم اختيار الخيار الثاني وتنفيذه بدقة، وتعاون الشعب ونجحت اليابان نجاحاً باهراً في النهضة من جديد؛ بسبب قرار إدارة الأزمات المدروس والنظرة المستقبلية الثاقبة، وكان قراراً صعباً، لكنه قاد اليابان إلى مستقبل مشرف وواعد.

وهنا سأقوم بتوضيح أنواع الأزمات:
1- الأزمات المادية: من مثل أزمة الغذاء وأزمة الديون وأزمة البطالة أو الإفلاس أو أزمة انخفاض المبيعات للشركات أو أسعار البترول للدول.
2- الأزمات المعنوية: وهي طابع نفسي مثل أزمة الثقة للإنسان، أو ضعف الولاء والانتماء، أو ضعف الوازع الديني والأخلاقي.
3- الأزمات السهلة: ويمكن علاجها بسهولة مثل انتشار الشائعات في محيط العمل، أو الإضراب الجزئي في بعض الدول أو الشركات، أو عطل في بعض خطوط الإنتاج.
4- الأزمات الصعبة: وتكون صعبة نوعاً ما مثل: حريق في مستودعات رئيسة لشركة، أو إضراب عام للموظفين في مقر العمل يؤثر عليه، أو العدوان الخارجي على الدولة.
5- الأزمات الجزئية: وقد تمس إما جزءً من شركة، أو جزءً من دولة، أو جزءً من نظام يصحبه خوف من امتداد الأزمة لكامل الكيان مثل: الحريق أو تدهور العمل الجزئي أو وباء في إحدى المدن.
6- الأزمات العامة: وتمس هذه الأزمات كامل الكيان سواء شركة أو دولة أو منظمة؛ بحيث يكون التأثير عام على الكيان المادي والمعنوي والبشري أيضا مثل: حريق أو إضراب عام أو تقلبات جوية مؤثرة.
7- الأزمات غير المتكررة: وتأتي بشكل استثنائي وغير متكرر، وتكون أسبابها خارجة عن الإرادة، مثل التقلبات الجوية المؤثرة، أو البراكين، أو الأعاصير (مثل تسونامي 2004م).
8- الأزمات المكررة: وهي أزمات تتكرر بشكل دوري ومعروف توقيتها وكيفيتها، ويمكن احتوائها بالتدابير المخطط لها مثل الكساد الاقتصادي، أو المشاكل الزراعية كالجراد، أو آفات الزرع، أو أزمة العاملين في أوقات معينة.

وللقيام بعمل مميز لابد أن يتميز فريق العمل بحيث:
* أن يكون على درجة عالية من القدرات والمهارات في التعامل مع الأزمات؛ لإيجاد حلول مناسبة أو على الأقل التخفيف من حدتها في الزمن المحدد وحسب الموارد المتاحة.
* تنوع الخبرات المتخصصة في الأزمات؛ حتى تكون لديهم الخبرة الكافية لأي نوع من الأزمات التي قد تحدث، وكيفية التعامل معها، وحلها بأفضل الطرق في المدة المحددة.
* التخطيط الجيد لأي ظرف طارئ يحدث، والتدريب على التخطيط من أجل تفادي الوقوع في مشاكل مستقبلية.
* استخدام وسائل عملية للتعامل مع الأزمات، مثل: المحاكاة والسيناريو، وهي الافتراضات المتعلقة بالأزمة وتحليلها ودراستها لوضع التصورات والحلول المناسبة لها.
* ميزة التنبؤ الوقائي: وهي إدارة تعتمد على الفكر التنبؤي بالإنذار المبكر لتفادي حدوث أزمة متوقعة؛ عن طريق منظومة وقائية تعتمد على الابتكار وتدريب الموظفين عليها.

وبالنسبة إلى خطوات إدارة الأزمات التي يعتمد عليها فريق العمل في إدارة الأزمة يمكن إيضاحها بالنقاط التالية:
1- تحديد خطة مكتوبة وواضحة الأهداف، وذات إجراءات محددة تتخذ في الأزمات، ومتابعة التنفيذ ومراحله بدقة.
2- تعيين متحدث رسمي، وتجهيزه لتغطية أسئلة واستفسارات وسائل الإعلام بشكل احترافي.
3- الالتزام والمصداقية والشفافية لإيقاف انتشار الشائعات، وتفادي الضجة الإعلامية.
4- إظهار المستجدات بما يضمن استمرار العمل بسلاسة، وتقارير صحيحة وسليمة دون إشاعات مغرضة.
5- التواصل الدائم لإعطاء المعلومات من مصادرها أثناء الأزمة بشكل دقيق وشفاف.
6- التحديث الآني لضمان وصول المعلومات على مدار الساعة، ودرء الشائعات والمغالطات.
7- إبراز الإنجازات المرحلية لرفع المعنويات في فترة الأزمة، واستمرار التحذيرات لتفادي الخطورة والنكسات.

وأختم بإنجاز الأردن المتميز في إدارة الأزمات، الذي حققته في السنوات الأخيرة على المستوى المحلي والدولي في الأزمات الاقتصادية والصحية، وسوف أختار لكم أحدث أزمة مررنا بها جميعاً، وهي أزمة كورونا (كوفيد-19). وكيف حققت الأردن نجاحاتٍ كبيرةً في إدارة هذه الأزمة؛ بأخذ التدابير السريعة لصحة المواطن والمقيم أولا، ثم حماية الاقتصاد الأردني ثانيا.
ونجحت في سرعة وسهولة الفحص للفايروس وإدارة أوقات الحظر، وتخفيض عدد الوفيات والحالات الحرجة، وعدم تفشي الفايروس، وعدم الضغط على النظام الصحي، وسرعة توفير اللقاح مجاناً للمواطنين والمقيمين من أشقائنا العرب، و الأجانب أيضاً.
ونجحت الأردن كذلك بتنظيم مراكز ومواقع التطعيم، وتزايد نسب المحصنين بجرعتي اللقاح والجرعة التنشيطية، والمساهمة في عودة الحياة الطبيعية الآمنة بالتدريج، الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تثني على الدور الأردني البارز في إدارة هذه الأزمة التي أثرت على العالم أجمع، وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز العظيم لأردنا الغالي في التحكم وإدارة الأزمات بشكل احترافي وفعال.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى