نظريات المسؤولين عندما يعجزوا عن الرد…من الضبع إلى الدحرجة إلى الطائر الضخم

تفجرت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس إثر ما صرح به مدير عام شركة الكهرباء الوطنية حول أسباب انقطاع الكهرباء يوم الجمعة الماضية، والتي رجّح أن طائر ضخم كان من أحد أسبابها.

 

واستهجن الأردنيون هذا التصريح الذي لا يتماشى مع عقولهم ولا حتى مع الذين فقدوا عقولهم، ليعبروا عن ذلك بالصور والأمثال والحكم والقصائد التي تتغنى وتتحدث عن الطيور، كرد استخفافي بمستوى التصريح.

 

وكان هناك سابقة لمسؤول آخر جلس بغير موقعه، وعلى منبر حساس في الدولة، مستخدما عبارات ومصطلحات عربية عميقة، كوسيلة للتغطية على مستوى التصاريح التي يخرج بها، وكان آخرها مصطلح “الدحرجة”، الذي أثار سخرية شعبية واسعة، وسبقها العديد من الكلمات التي أصبحت تستخدم كـ”نكتة” بين الناس ، أهمها “الزوايا الحرجة” ، والجرابات، وغيرها من الكلمات التي أصبح الأردنيون يتسخدمونها عندما تضيق مخيلتهم بالمصطلحات الفكاهية.

 

ورسخت حادثة الضبع في أذهان الأردنيين حتى اللحظة، من خلال مسؤول آخر، حاول استخدام مثالا لا يمت للواقع بصلة، ولا يتصل بالقضية الحساسة التي ترتبط بصحة ملايين الأردنيين، حيث كان الضبع هو بطل القصة، ليفجر تصريحه مواقع التواصل أيضا بالسخرية والاستهجان، وعدم الوعي بحجم القضية الموكولة إليه، التي اسندها على “الضبع” البريء من كل هذا الاتهام ، لأنه أكثر وعيا من أن يدخل منزلا يعمره أهله بالضجيج.

 

ويبدو أن المسؤولين الأردنيين لديهم “فوبيا” من الكاميرا والإعلام، لذلك نراهم مرتجفين أمامها، وتسبق ألسنتهم عقولهم في التصريحات، ولكن لا نعلم لماذا يتجه أغلبهم لعالم الحيوان في التشبيه؟؟ ولماذا عندما تتداخل بعض الكلمات تخرج كلمة تفجر استهجانا شعبيا؟؟ مثلا كالـ “جرابات” بدلا من الإجراءات، وكأنهم يستخدمون خلطة سحرية بالحروف والكلمات ترسم الابتسامة على وجوه الناس المتعبة من التصريحات.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى