يسرى أبوعنيز تكتب: هل نحن بحاجة لتدريس ثقافة النظافة؟

هل نحن بحاجة لتدريس مادة تُسمى ثقافة النظافة لطلبتنا في مدارسنا،أو مساق بهذا الإسم في جامعاتنا؟ نعم هذا السؤال يطرح نفسه بقوة ونحن نُشاهد سلوكات الكثير من أطفالنا ،وشبابنا،وأفراد المجتمع الذين لا تعني لهم نظافة الشارع،والحي،والقرية،او المدينة التي يسكنوها شيئاً،ولا حتى نظافة مدارسهم ،وجامعاتهم.
أمر مُخجل أن ترى بعض الأطفال،والشباب وهم بناة المستقبل لا يحلو لهم إلقاء النفايات إلا في الشارع،حتى وإن وجدت حاوية قريبة من المكان،أو سلة مهملات في المدرسة،أو في أي مكان.
وشيء مُحزن حقا أن يتحول شارع في منطقة معينة،أو حي،أو إحدى الدخلات في قرية
ما لمكب للنفايات دون أي إحساس بالمسؤولية من قبل أفراده تجاهه،ولا يُحرك فيهم الأمر أي شيء تجاه المكان والإهتمام بنظافته.
والغريب في الأمر أن بعض الأشخاص حتى وإن قام بجمع النفايات ليضعها في المكان المخصص فيقوم بإلقاء النفايات بالشارع ،أو بجانب الحاوية إن كان هناك حاويه،وهذا الأمر لطالما تكرر على مرأى من الجميع،مما يدل أن هناك خللاً معينا في هذا الأمر.
وأكثر ما يُخجلنا عندما نتوجه لإحدى المناطق السياحية تراكم النفايات في كل مكان،وترك بقايا الطعام ،وطرح المخلفات في أماكن التنزه،دون وضعها في الأماكن المخصصة لها من الحاويات ،أو جمعها ووضعها في الأكياس المخصصة ،ليحافظ المكان على جماله،ليستقبل زواره بكل نظافة.
ولكن مثل هذه التصرفات تُسيء لنا أولا قبل أن تسيء للمكان؛ لكون الكثير من زواره يجهلون ثقافة النظافة،والمحافظة على أي مكان يرتادونه،مما يجعل الزائر،أو السائح العربي،أو الأجنبي يُشكل إنطباعاً سيئاً عن المواطن الأردني،نتيجة لتصرف بعضنا تصرفات غير لائقة مع المكان الذي يرتادونه.
ومن المزعج أيضاً أن بعض الأسر لا تُعلم الأبناء الإهتمام بنظافة المكان الذي يعيشون في محيطه كالمدارس،والجامعات،والقرية،أو الشارع الذي تقع بيوتهم فيه،حيث نلاحظ أن بعضهم يُلقي النفايات من نوافذ السيارات،وفي الشارع،وساحات المدارس،وغيرها من الأماكن العامة.
كما يلفت نظرنا ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية،والدفاتر من قبل الطلبة ومن ثم إلقائها في الشوارع،الأمر الذي يحوّل هذه الشوارع لأكوام من النفايات الورقية؛نتيجة لتراكمها مع ما يتم طرحه من نفايات أخرى.
لذا فإننا بحاجة لتدريس ثقافة النظافة في مدارسنا،وجامعاتنا
حيث أصبح هذا الأمر ضروريا في المجتمع حتى وإن إندرج تحت مساقات خدمة المجتمع في الجامعات،قبل أن تسير الأمور بإتجاه أسوأ مما هو عليه الآن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى