الصفدي يبحث ونظيره الإيرلندي جهود إنهاء “كارثة غزة” بسبب العدوان الإسرائيلي

بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية والدفاع الإيرلندي ميهال مارتن اليوم الأربعاء، الجهود المستهدفة إنهاء الكارثة التي يسبّبها العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكد الوزيران ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وإزالة جميع العقبات أمام دخول مساعدات فورية وكافية إلى جميع أنحاء القطاع، وتكاتف كل الجهود لمنع التصعيد الإقليمي.

وأكد الوزيران عمق علاقات الصداقة التي تربط البلدين، وتكثيف العمل من أجل تطويرها وزيادة التعاون في مختلف المجالات.
وثمّن الصفدي مواقف إيرلندا التاريخية في دعم الحق الفلسطيني، وموقفها الواضح في المطالبة بوقف إطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أهمية قرار ايرلندا وعدد من الدول الأوروبية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودعم قبولها عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك قال الصفدي “إن الأردن وإيرلندا متفقتان على ضرورة العمل بكل ما هو ممكن لمنع إسرائيل من شن هجوم على رفح لأن اقتحام المدينة سيسفر عن مجزرة جديدة تضاف إلى المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة منذ بدء هذا العدوان.

وحذر الصفدي من الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة “حيث الاستيطان يتزايد، ومصادرة الأراضي تستمر، والهجمات الإرهابية للمستوطنين تستمر، والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين تتفاقم، واعتقال الفلسطينيين يتزايد”.

وأضاف “العلاقات التي تربط الأردن وإيرلندا علاقات متينة، تطورت عبر سنين من التعاون والتماثل في مواقفنا ومبادئنا المنسجمة مع القانون الدولي، والمطالبة بالعدالة الداعمة لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني، سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والسلام”.

وأشار الصفدي إلى مواقف إيرلندا منذ بدء الكارثة الحالية على غزة وما قبلها، وقال “منذ بدء الكارثة كان لإيرلندا موقف واضح من البدء بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، والدعوة إلى تغليب الحوار، والعمل على حماية المنطقة من الكوارث التي أنتجتها وتستمر هذه الحرب في إنتاجها، والعودة إلى عمل سياسي ينهي الصراع على أساس حل الدولتين وبما يضمن الأمن والسلام للبلدين”.

وثمّن مواقف إيرلندا، مؤكداً استمرار الأردن بالعمل معها في هذا الجهد الذي يستهدف تحقيق السلام العادل والدائم الذي يحقق الأمن والاستقرار لكل شعوب المنطقة ودولها.

وأضاف، “مباحثاتنا ركزت على الكارثة التي يستمر العدوان الإسرائيلي في مفاقمتها في غزة، مشددا على ضرورة وقف هذا العدوان فوراً، “فلا شيء يبرر الاستمرار فيه، ولا شيء يبرر أيضاً العجز الدولي عن وقفه حتى الآن في ضوء كل الجرائم، وفي ضوء كل ما أٍفر عنه هذا العدوان من قتل وخراب و تدمير، وتهميش للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وفي الجانب الإنساني، قال الصفدي “الكارثة الإنسانية في غزة ما تزال تتفاقم، وعلى الرغم من أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة ارتفع قليلاً ووصل إلى حوالي 300 شاحنة، إلا أنه وحسب تقديرات الأمم المتحدة تحتاج غزة لـ 800 شاحنة في الحد الأدنى يومياً”، مشيراً إلى أن الموضوع ليس فقط موضوع إدخال الغذاء، “بل هو موضوع البيئة الكلية، حيث لا قدرة على التوزيع، فهناك انهيار للنظام، والأوضاع الصحية صعبة جداً ومئات الألوف يعيشون في ملاجئ لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات الحياة وإذا لم يتم التعامل مع البيئة بكليتها ويبدأ ذلك بوقف العدوان، فلن نستطيع حتى في التقليل من الكارثة الإنسانية التي وضعت حوالي 2.3 مليون فلسطيني في مواجهة مجاعة حقيقية”.

وأضاف “رقم المحتجزين الفلسطينيين الآن هو الأعلى في التاريخ؛ حيث اعتقلت إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة أكثر من 3500 فلسطيني”، مؤكداً أن هذه الإجراءات تدفع باتجاه تفجر الأوضاع في غزة والضفة.

وقال “إذا تفجرت الأوضاع في الضفة فنحن في مواجهة كارثة جديدة أيضاً، ففي الأمس كان هناك اقتحامات للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف ما تزال مستمرة. إن استمرار محاصرة حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين في القدس، يدفع باتجاه التصعيد”.

وأكد الصفدي ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وأن يقوم باتخاذ خطوات عملية فاعلة ومؤثرة لوقف هذه الكارثة ولحماية المنطقة من خطر توسع الحرب الذي ما يزال قائماً.

وقال “نحن في المملكة كما أكدت أكثر من مرة، مستمرون في جهودنا مع أصدقائنا وشركائنا ومع أشقائنا من أجل وقف هذه الكارثة ووضع المنطقة على طريق حقيقية باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل، الذي لن يتحقق إلا إذا انتهى الاحتلال بموازاة تلبية حقوق الشعب الفلسطيني كاملة، خصوصاً حقه في دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.

كما ثمّن الصفدي الدعم المستمر الذي تقدمه إيرلندا للاونروا، وقال، “إيرلندا قدمت دعماً إضافياً بحوالي 20 مليون دولار خلال الأشهر الماضية استمراراً لسياستها التي كانت دائماً داعمة للوكالة”،.

وأكد ضرورة دعم “الاونروا” وأن تعود كل الدول التي أوقفت دعمها للوكالة إلى العودة عن قرارها، مشدداً على أن حجب المال والمساعدات عن الوكالة هو حجب لفرص الحياة عن آلاف الفلسطينيين ومئات الآلاف من الفلسطينيين الذين بحاجة ماسة الى استمرار عمل الوكالة.

وأشار الصفدي الى أن “أي جهة أخرى لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به الاونروا،”، لافتا الى أن المراجعة المستقلة للوكالة أثبتت زيف الادعاءات الإسرائيلية بحق الوكالة وأثبتت مهنيتها وحياديتها، كما أثبتت أنه لا يمكن استبدال الوكالة أو الاستغناء عنها”.

وشدد على أهمية التصدي لمحاولات إسرائيل لتصفية الوكالة، مشيرا الى أن تصفية الوكالة هو هدف عملت عليه إسرائيل قبل السابع من تشرين الأول الماضي لأنها تريد أن تنهي الوكالة وما تمثله من حق للاجئين في العودة إلى وطنهم وضرورة الإبقاء على هذا الحق جزءاً من القضايا التي يجب أن تحل وفق حل شامل للقضية الفلسطينية”.

من جانبه، ثمن مارتن الجهود التي يبذلها الأردن منذ بدء الحرب وصوت الأردن وتحليله الواضح للأوضاع في غزة، ونظرته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يقدر بشكل عالٍ التحديات التي يواجهها الأردن. وقال “نعمل مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الأردن للاعتراف بالدولة الفلسطينية”.

وقال مارتن، “الهجمات بين إيران وإسرائيل تهدد الاستقرار والأمن في المنطقة، وتهدد أمن واستقرار الأردن، ونحن نحترم الموقف الواضح الذي اتخذته المملكة فيما يتعلق بخفض التصعيد”.

وبخصوص الحرب على غزة، قال “نقف معكم في التزامنا التام بحل الدولتين، والمطلوب فوراً هو وقف لإطلاق النار، و وإطلاق سراح كل الرهائن، وزيادة الدعم الإنساني لغزة دون أي عائق، وإزالة كل العوائق أمام المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم اللازم لضمان توزيعها بكفاءة وتمكين الأمم المتحدة من توزيع المساعدات، وتوفير الإجراءات الأمنية المناسبة لذلك.

وأضاف، “لقد زرت رفح أمس والتقيت ممثلي المجتمع، وشاهدت العوائق غير المقبولة أخلاقياً وتبينت من أن الأدوات الأساسية الصحية والغذائية والوقود لا تدخل إلى رفح. حتى البيئة والنظام العام ليس صالحاً”، مشددا على أنه “ينبغي على إسرائيل أن تسمح بدخول الشاحنات دون أي محددات إلى غزة، وأن تسهل عملية توزيعها”.

وقال مارتن، “في هذا الصباح زرت مدرسة في الطالبية، وهي مدرسة تابعة لوكالة الاونروا، والتقيت الأطفال المتحمسين جداً رغم كل المشاكل التي يواجهونها، وقابلت برلمان الطلاب الذي يعقد كل سنة، وتحدثوا بفصاحة عن مستقبلهم”، مؤكدا أنه “لا يمكن أن تُحرم منظمة تقدم مثل هذه الفرص للطلبة من التمويل، ولا يجوز أن نقوّض دورها الذي لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه في كل مناطق عملها وخاصة في غزة”.

وأكد مارتن “سنستمر بالعمل خاصة مع الأردن للدفع قدماً نحو تحقيق السلام، ووقف العنف، وإطلاق مسار سياسي للوصول إلى حل الدولتين، وهو الحل الوحيد الذي يمكن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش جنباً إلى جنباً بسلام وانسجام”.

وفي إجابة عن سؤال حول مبادرة السلام العربية، اكد الصفدي “نحن والمملكة العربية السعودية نعمل بشكل وثيق جداً، ومواقفنا متشابهة فيما يتعلق بأن الطريق الوحيد لحل هذا النزاع هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. هذا هو السبيل لتحقيق السلام العادل والشامل”.
وأكد الصفدي أنه دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية بناءً على حل الدولتين، فإن المنطقة لن تشهد سلاماً ولا استقراراً، مشيرا الى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول صراحة أن إسرائيل ضد حل الدولتين، والكل يعرف أن البديل لحل الدولتين هو حال الدولة الواحدة، وهذا سيكون واقعاً بشعاً لن يؤدي إلا إلى المزيد من الصراع”.

من جهته قال مارتن في إجابة عن سؤال حول قرار الحكومة الألمانية استئناف تمويلها لـ “الاونروا” في ضوء تقرير لجنة المراجعة المستقلة للوكالة، وحول الوضع في الضفة الغربية، “نرحب بقرار ألمانيا استئناف المساعدات إلى غزة”، مشيرا الى أنه التقي وزيرة الخارجية الألمانية وبحثا ضرورة إيصال المساعدات الى غزة دون توقف.

وأكد مارتن أن “هذه خطوة مهمة جداً بالنسبة لوكالة الاونروا لأن ألمانيا دولة مهمة جداً في الاتحاد الأوروبي ومانح مهم للغاية، وأطلب من الدول الأخرى بأن تتخذ قراراً مماثلاً بشكل سريع، وأن يتم تطوير آلية للمستقبل”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى