حمادة فراعنة يكتب : تكريم شيرين أبو عاقلة

تكريم شيرين أبو عاقلة، من قبل رأس الدولة الأردنية، قرار سياسي، موقف وطني قومي، انحياز علني، لما تُمثل: امرأة، صحفية، فلسطينية، مقدسية، مسيحية وأميركية يتم اغتيالها من قبل قوات المستعمرة وأجهزتها.
تكريم شيرين أبو عاقلة، يوم الاستقلال الأردني، مع الذين ضحوا وبذلوا وقدموا، من أجل أمن الأردن واستقراره وتقدمه، دلالة على ما نقول ونؤكد أن قضية فلسطين وحريتها واستقلالها وعودة اللاجئين المشردين إليها، جزء أصيل من الأمن الوطني الأردني، وتطلعات الأردنيين لغد افضل، مهما تلونت مظاهر السياسة، وتبدلت المواقف، فالثابت لا يمكن تغييره، حتى ولو تأجل، أو غابت مظاهر الأولويات، وطغت أحداث طارئة، وتفاقمت مشاكل، ولكن الثابت يبقى ثابتاً، مهما تقادم الزمن وطالت الأيام، واستقبال الحضور في حفل التكريم لسماع اسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة من بين المكرمين، كان مميزا بالوقوف احتراما لها وتبجيلا لمكانتها، تاكيد واضح على رضى الاختيار، اختيارها مكرمة من قبل رأس الدولة الأردنية.
لدينا حوافز للاهتمام بما يجري في فلسطين سببه أولا الجموح الإسرائيلي، والتطرف اليهودي الذي لا يقبل انحداراً عن سلوك التطرف الإسلامي، وسياسات التوسع الاستعمارية التي لا تحترم حقوق البشر، ولا تقر بقدسية ما نؤمن به كمسلمين ومسيحيين تتعرض مقدساتهم للمس والتطاول على أيدي المتطرفين المدعومين علناً من قبل حكومات المستعمرة المتعاقبة وأجهزتها العسكرية والأمنية وقطعان مستوطنيها المتوحشين.
لدينا حوافز لا تقل أهمية عن سبب تطرف المستعمرة، تنعشه بسالة الشعب الفلسطيني وتضحياته وإيمانه الوطني وتمسكه بحقوقه الثابتة غير القابلة للتبديد أو التلاشي أو الاندثار.
عوامل محفزة لكل الأردنيين نحو فلسطين، ولهذا يقع تكريم رأس الدولة الأردنية للشهيدة شيرين أبو عاقلة، استجابة للولاء الوطني، والتمسك بالنهج القومي، والإنحياز لعدالة المطالب الفلسطينية، وتطلعات شعبها نحو الحرية والعودة، إنه تكريم يُعبر عن ضمير كل الأردنيين: أبناء المدن والريف والبادية والمخيمات، بوحدة تتوسل استقرار الأردن وتقدمه وتعدديته وديمقراطيته، واحتكام مؤسساته لنتائج صناديق الاقتراع وفق التعديلات الدستورية والقانونية الملزمة.
وحدة شعبنا الأردني، هو السلاح القوي المجرب الذي يجعل من الأردن رأس حربة سياسية في مواجهة مخططات التدمير والتخريب للعالم العربي، فالأمن الوطني الأردني مرتبط بحرية فلسطين، واستقرار سوريا، وتطور العراق، وأمن الخليج العربي، وقدرات مصر، ووحدة السودان، ونمو بلدان شمال إفريقيا العربية وخياراتها التقدمية القائمة على التعددية وصناديق الاقتراع.
تستحق شيرين وعائلتها هذا التقدير الرفيع لما فعلت وقدمت، فقد أذلتِ المستعمرة، وساهمت في تعرية مضمونها العنصري الفاشي الاستعماري، وهي نقلة ومحطة وخطوة جوهرية على الطريق، طريق انتصار فلسطين ولهذا نحن معها وسنكون.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى