يسرى ابو عنيز تكتب : جامعاتنا تتزين بطلبتها ويعيدون لها الحياة

بعد طول غياب،وطول انتظار من الطلبة ،وأولياء أمورهم،امتد لما يقارب عامين دراسيين،بسبب تفشي فايروس الكورونا في الأردن،ودول العالم ،يلتحق اليوم ما يزيد عن ربع مليون طالب وطالبة في مختلف الجامعات الأردنية الحكومية منها
والخاصة.
اليوم يعود طلبتنا لجامعاتهم يعيدون،ويبعثون الحياة من جديد في مرافقها،وقاعاتها، وشوارعها،وكلياتها،ينعشون الاقتصاد في المدن،والمحافظات التي تتواجد فيها هذه الجامعات ،ويبعثون الحياة لما فقدها من مرافق،وأسواق ومحلات ،ومكتبات،ومقاهي،
ومطاعم،وللقطاع العقاري.
اليوم يتوجه طلبتنا لجامعاتهم في مختلف مناطق المملكة ،حتى وإن كان دوام بعض المساقات لبعض الطلبة،وبعض التخصصات عن بعد، غير أن هذه الخطوة أعادت للحياة الجامعية رونقها،
وللجامعات الحياة ،بعد أن عاد طلبتها وهم بمثابة النبض لها.
اليوم تتزين جامعاتنا بطلبتها ليس الجدد فحسب ،بل حتى القدامى منهم،والذين اشتاقوا للتعليم الوجاهي،يجلسون في قاعاتهم،ومختبراتهم،يتلقون تعليمهم ،ويتشاركون مع أساتذتهم النقاش،ويتبادلون الحوار،وينهلون من بحر العلم والمعرفة.
اليوم يعرف الطلبة القدامى،وكذلك الجدد ،واولئك الذين تم قبولهم في زمن الكورونا ممن لم يتلقوا تعليمهم في قاعات المحاضرات،أن الحياة الجامعية ، والتدريس في الجامعات لا يكون ممتعا إلا ونحن على مقاعد الجامعات ،وفي قاعاتها،وداخل حرمها،حتى وإن تم تنظيم ألاف القصائد حول التعليم عن بعد،ومميزاته.
اليوم يُتاح لطلبتنا في الجامعات الأردنية الدراسة في الحرم الجامعي ،ويتلقى الطالب تعليمه وجها لوجه مع أساتذته،غير أن الحذر يجب أن يكون حاضرا بيننا لكوننا لم نتخلص بعد من الخطر،الذي داهمنا وشل التعليم في جامعاتنا ،كما شل العالم فترة ليست ببسيطة جراء تفشيه في المجتمعات العالمية ،وداهمنا في الأردن ،وجعلنا نلجأ للتعليم عن بعد سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة،وكذلك الحال في مدارسنا،ومعاهدنا ،وكلياتنا.
هذا الخطر لا زال يتربص بنا،والحالات في تذبذب مستمر بين ارتفاع وانخفاض، لتصل أعداد الإصابات بفايروس الكورونا في بعض الأيام لأكثر من ألف حالة ،مما يتطلب منا المزيد من الحذر ،واتباع البروتوكولات الصحية لنحافظ على انفسنا ،وطلبتنا.
هذه العودة لطلبتنا في الجامعات الأردنية نريدها عودة ميمونة،حتى لا نندم على هذ الأمر،وتكون النتائج سلبية،ونخسر المزيد من الأروح،ونتمنى السلامة للجميع،وعاما دراسيا سعيد خالي من الأوبئة ،والأمراض.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى