دكتور اردني:شهادتي نقمة واريد ان اسد جوعي

اثار دكتور اردني خالة اسغراب الكثيرين بما كتبه حول شهادته الدكتوراة وعدم الاستفادة منها بشيء واصفها بعديمة الفائدة وذلك في مقال عنوانه “عندما تكون شهادة الدكتوراة نقمة”.

وتاليا نص المقال..

قد يبدو العنوان صادماً لمن يقرأه ولكنه – في حالتي على الأقل- هو فعلاً نقمة. حلمٌ لاحقته منذ عام 2009 عندما سجلت في برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة اليرموك. عندها كان هدفي الوحيد هو أن أتوج بشهادة الدكتوراة بهذا التخصص الذي أحببته منذ الصغر. تخرجت عام 2013 بدرجة البكالوريوس بتقدير جيد جداً وكانت تفصلني علامتان فقط عن الإمتياز. عضضت أصابعي ندماً لأنني لم أبذل جهداً إضافياً ولكن هو الندم وقت لا ينفع الندم. بعدها. في نفس العام سجلت في برنامج ماجستير الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية لأنني نذرت نفسي أن أحصل على شهادة الدكتوراة قبل إتمامي عامي ال 30. في ظرف ثلاث سنوات اي في عام 2016 تخرجت بتقدير جيد جداً أيضاً وبفارق علامة واحدة أيضا عن الإمتياز. مرة أخرى ندمت أنني لم أبذل جهدا إضافيا كذلك لأحصل على الإمتياز. ولأن الحياة تعطيك فرصاً أخرى احيانا وتحرمك من فرصٍ أحيانا أخرى نذرت نفسي لأن أحصل على الإمتياز في مرحلة الدكتوراة. وهو بكل فخر ما حصلت عليه!!! تخرجت خلال ٤ سنوات وبمعدل 3.85/4 وبوقت قياسي حيث أن جميع من دخل معي في نفس العام ما زالوا على مقاعد الدراسة إضافة إلى أنني حصلت على علامة شبه كاملة في إمتحان الكفاءة المعرفية لطلبة الدكتوراة. في عام 2018 وبعد سنتين من إنضمامي لبرنامج الدكتوراة في الجامعة الأردنية حيث كنت قد قطعت نصف الطريق وقتها سمعت من أحد الأصدقاء أن خريجي الدكتوراة / الجامعة الأردنية لن يحصلوا على فرصة توظيف في الجامعات الحكومية الأردنية. نزل علي هذا الخبر كالصاعقة لكنني كنت قد “عشمت” أهلي وعودتهم بأن اكمل الطريق كله. في مجتمعنا إذا إنسحبت من برنامج دراسي معين دون تكمله فإنك تصبح بنظرهم “فاشلاً” ولأننا في مجتمع عربي يعشق القيل والقال كان علي أن أكمل دراستي حتى ولو كانت معنوياتي مثبطة وحتى عندما أدركت أن هذه الشهادة لن تغني ولن تسمن من جوع.

أما “النقمة” التي أتحدث عنها فهي النظرة الدونية للشهادة التي أغلقت الطريق أمام مستقبلي رغم أنها في البداية كانت مبنية على طموح منقطع النظير. أصبحتْ عبئا وعائقا لأنها لن تؤمن لي الوظيفة التي لطالما حلمت بها ولأنها أضعفت من فرصي في الحصول على منح دكتوراة خارجية تنهي النظرة الدونية التي ينظر بها خريجي الغرب الى الخريجين المحليين رغم عدم كفاءة الكثير منهم. الغريب في الأمر أن الجامعة الأردنية نفسها أعطتني فرصة التدريس في رحابها 12 فصلاً كمحاضر غير متفرغ درَّست خلالها ما يزيد على عشرة مواد لكنها لم ولن تعطيني وظيفة دائمة كمحاضر متفرغ الإ إذا حصلت على إعتراف الغرب بالدراسة عندهم. يمكن تسميته كنوع من أنواع الإستعمار الفكري ولكن ماذا عساك أن تفعل؟؟! المنح والتوظيف في بلدنا للأخوان ولاولاد العمومة وللأصدقاء. أما نحن فلنا الله!!!

بعد أن تخرجت في عام 2020 بدرجة الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من اعرق الجامعات الأردنية إكتشفت أنني وبنظر الكثيرين لم أنجز شيئاً يستحق الثناء والتقدير. وها أنا أعيد الكرة مرة أخرى وأبحث عن منحة خارجية أسد بها جوعي الفكري و “أسد” بها تلك النظرة الدونية من قبل خريجي الغرب…

أتمنى أن تصل رسالتي هذه للمسؤولين والتي مفادها أن خريج جامعات الغرب ليس دائماً أفضل من خريج جامعاتنا المحلية لذا وجب التفاضل بينهم على أساس الكفاءة من خلال إجراء المقابلات والإمتحانات الشفهية والمكتوبة. رسالة لن تصل أنا متأكد لكن واجبنا التذكير و “الباقي على الله”

د. معاوية بني ياسين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى