انتحار بسنت خالد يدق ناقوس خطر…. يا ماما ياريت تصدقيني

“يا ماما يا ريت تصدقيني”.. برسالة صادمة شغلت الفتاة المصرية بسنت خالد أذهان الكثيرين، قارعة جرس إنذار للأسر.

 

الفتاة التي انتحرت بعد مزاعم “تهديدها بصور مخلة مفبركة ونشرها” لاقت تعاطفاً كبيراً، بعد رسالة متداولة منسوبة للفتاة، نشرتها صحيفة محلية في مصر، حملت كلمات قاسية، تحمّل اللوم لأسرتها، قالت فيها: “ماما يا ريت تصدقيني، أنا مش البنت دي ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا.. أنا يا ماما بنت صغيرة مستهتلش إللي بيحصلي ده أنا جالي اكتئاب بجد.. أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق تعبت بجد مش أنا، حرام عليكم أنا متربية أحسن تربية”.

 

وأقدمت بسنت، التي كانت تقيم في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية (دلتا البلاد) على الانتحار، بعد انتشار صور مخلة مفبركة لها، وتم نقلها لمستشفى جامعة طنطا في محاولة لإنقاذها، على أنها توفيت في اليوم التالي لدخول المستشفى.

 

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بحديث كان منصباً تجاه الأسر، التي من المفترض أن تدعم أبناءها في كل المواقف والظروف.

 

تقول ندى جمال عبر حسابها على فيسبوك، إن “الأهل الذين لا يدعمون أبناءهم في مثل هكذا مواقف، هم أحد أسباب الانتحار أيضاً”، معتبرة أن الخطاب الذي تركته الفتاة قبل انتحارها قاس بشكل كبير، ويضع اللوم على الجميع.

 

وتحت هاشتاق “حق بسنت لازم يرجع” نشر مدونون عبارات تحض على مساندة الأهل لذويهم في تلك المواقف الصعبة، والتحدث معهم بأفضل شكل ممكن، وتعديل سلوكهم إذا ما كان هناك ما يستدعي ذلك، أو دعمهم في مواجهة مَن يبتزهم بأي شكل ممكن.

 

وكان المركز القومي للمرأة قد ندد بجريمة فبركة الصور والابتزاز التي تعرّضت لها بسنت ودفعتها للانتحار.

 

ولم يغفل المركز عن مناشدة الأهالي بالوقوف بجانب أبنائهم والإنصات الجيّد لهم وتصديقهم والعمل على زيادة الثقة بينهم، وتقديم كامل الدعم والمساندة، وتشجيعهم على الإبلاغ وعدم السكوت عما حدث معهم.

 

ووفقاً لمصادر أمنية فإنه في ضوء عدم ورود بلاغات من “خالد نبيه”، والد الفتاة المنتحرة، فقد تم التعامل مع ما تناولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من تعرض ابنته للابتزاز من شخصين استخدما صوراً شخصية لها، وما أشار إليه والدها في هذا الشأن من أن ذلك جاء بقصد ابتزازها، فقد تمكنت أجهزة الأمن من تحديد مكان اختباء المذكورين، وجار عرضهما على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

 

يقول الدكتور جمال فرويز وهو استشاري نفسي إن انعدام الثقة بين الأم وابنتها بشكل عام يدفعها للخوف من الحديث معها، وفي حال ما كانت هناك ثقة متبادلة لكان الوضع مختلفاً.

 

ويشير استشاري الصحة النفسية لـ”العين الإخبارية” إلى أن كثيرا من التصرفات داخل المنازل في حاجة لإعادة مراجعة، قائلاً: “إن الدعم إذا لم يكون موجوداً من الأسرة تجاه الأولاد فإن الأزمة الصغيرة ستصبح كبيرة، هناك فارق كبير في الخبرة والمعرفة، ولذلك رأينا ما حدث”.

 

ويرى فرويز أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت أكثر خطورة وأهمية من ذي قبل، وبالتالي فإن التعامل مع المحتويات المنشورة عليها، يستدعي وجود قيم أخلاقية داخل الأسر أكثر من ذي قبل، منوها إلى ضرورة رقابة الأسرة على ما ينشره أولادهم من محتويات على تلك المواقع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى