المتحور الفرعي الجديد .. هل وصل الأردن؟

كشف الطبيب الأردني عيسى أبودية عن معلومات هامة حول المتحور الجديد كوفيد XBB.1.5.

وقال أبو دية المتحور الجديد كوفيد XBB.1.5 هو متحور فرعي جديد لأوميكرون، قام بمراكمة طفرات جديدة في البروتين الشوكي ساعدت في جعله أكثر سرعة على الانتشار وأكثر قدرة على الهروب من جهاز المناعة، مما يعني أنه قادر على إصابة متلقيي المطاعيم والمصابين سابقاً أكثر من سابقيه من متحورات أوميكرون.

كيف نشأ؟

مثل الكثير من المتحورات السابقة، آلية النشوء غير معروفة على وجه اليقين، إلا أن طبيعة الطفرات الموجودة فيه تشير إلى احتمال نشوئه عند مرضى ضعيفي المناعة أصيبوا على الأغلب بمتحورين في آن واحد (على الأغلب من نوع BA.2) ولفترة زمنية طويلة، الأمر الذي ساعد في خلق فيروس مُدمج جديد والذي هو المتحور موضوع هذا المقال.

واضاف أبودية أن العالم قرية صغيرة، ولا شك أنه تنقل بأعداد قليلة بين الكثير من الدول، ولكن يجدر الذكر أن هذا المتحور بات يشكل ٤٠٪؜ من الحالات في الولايات المتحدة، علماً أنه لم يكن يشكل أكثر من ٤٪؜ من الحالات الأمريكية قبل بضعة أسابيع فقط الأمر الذي يؤكد سرعة انتشاره الفائقة. إضافة إلى الولايات المتحدة، تم تسجيل حالات قليلة في بريطانيا لغاية الآن، ويتوقع أن يسود هناك خلال أسابيع. هذا الأمر -من تجربتنا العملية خلال العامين والنصف الماضيين- يعني أنه قادم للأردن لا محالة، لارتباطها الوثيق بالمملكة المتحدة جوياً (على فرض أنه لم يصل بعد).

للأسف توقف الجهود الممنهجة في الأردن في فك الشيفرة الوراثية لفيروس كورونا منذ بضعة أشهر يحول دون قدرتنا على رصده مبكراً أو معرفة مدى انتشاره الحقيقي في الأردن.

وبين انه لا يوجد أي مؤشرات حتى الآن بأن الأعراض التي يتسبب بها هذا المتحور أكثر خطوره من سابقيه من متحورات أوميكرون واللقاحات ما زالت قادرة على الحماية من المرض الشديد أو الوفاة لا قدر الله. ولكن، الحرص واجب في ارتداء الكمامة في الأماكن المكتظة وفي غسل اليدين باستمرار وفي حماية كبار السن وضعيفي المناعة كمرضى السرطان المتلقيين للعلاج الكيماوي ومرضى زراعة الأعضاء ومرضى مرض نقص المناعة المكتسبة على سبيل المثال لا الحصر.

نحن في موسم الشتاء، وفيروسات الانفلونزا والفيروس المخلوي RSV منتشران بقوة، وبحضور المتحور الفرعي الجديد لكوفيد، نكون أمام ثلاثي مزعج وخطير، لذا وجب الحذر. الانفلونزا والكوفيد تتوفر لهما المطاعيم فبادر بأخذها وحماية نفسك ومن حولك.

إذاً، ما الجديد؟

لا جديد، فالفيروسات تتحور بطبيعتها مع مرور الوقت، الخوف من موجات إصابة عالية تسمح لهذا المتحور بتشكيل موجة ترهق القطاع الطبي، في وقت يحاول البشر فيه دفن رؤوسهم في التراب وإقناع أنفسهم أن كورونا انتهت من خلال انهاء جميع أشكال وسائل الحماية الأساسية حكومياً وشعبياً. ها نحن في الأردن نسينا الكمامة وعدنا للعناق والتقبيل والتجمهر، وأثبتنا لأنفسنا فعلاً أن الإنسان بطبيعته ذاكرته “قصيرة” ويحب النسيان. حمى الله هذا الوطن من كل مكروه وهدانا إلى ما فيه خيرنا وعافيتنا.

المصدر : سرايا

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى