الذكرى الثالثة لوفاة الأمير السفير، والوزير الأديب المرحوم بإذن الله فهد بن خالد الأحمد السديري امير نجران

عمان – بسام العريان

يطيب لي الكتابة بالذكرى الثالثة لوفاة الأمير فهد بن خالد بن أحمد السديري .الذي انتقل لرحمة الله تعالى في 21 أغسطس 2019) هو الامير والسياسي والدبلوماسي السعودي، تولى إمارة منطقة نجران في المملكة العربية السعودية، وهو سفير سابق لدى دولة الكويت
اسأل الله له الرحمه والمغفره فقد تشرفت بالعمل اكثر من عشر سنوات تحت ادارته الحكيمه الرشيده واستفدت من توجيهاته
السديدة
الامير فهد بن خالد الأحمد السديري هو من الرجال المتميزين بفكرهم ورأيهم، الذين يشغل بالهم ويسيطر على أفكارهم إسعاد الآخرين، وقضاء حوائج الناس دون منّ ولا أذى، ولا تفاخر، رغم أن من بينهم من شغل الوظائف الرفيعة، وتقلد المهام الكبيرة، فكان لهم ذلك لأنهم أهل له. الأمير السفير، والوزير الأديب المرحوم بإذن الله تخرج من جامعة بروكلي بولاية كالفورنيا بأميركا تخصص اقتصاد سياسي، وعمل مستشاراً اقتصادياً بوزارة البترول والثروة المعدنية ووكيلاً لوزارة الإعلام.
بدأ مشوار حياته الدبلوماسية سفيراً للمملكة لدى دولة الكويت، وبعد وفاة والده الأمير خالد الأحمد السديري أمير منطقة نجران، كلف من ولاة الأمر بمسؤولية إمارة منطقة نجران، فكان خير أمير لخير إمارة، وتحقق له النجاح فيها بفضل خبرته الإدارية وثقافته الأدبية والاجتماعية.
عاش فهد السديري آخر أيّام حياته بين محافظة الغاط والرياض. كنت أتشرف بالحضور لمجلسه بنجران واحيانا في الرياض والغاط الذي كان ملتقى لعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي وإخوانه الكرام (تركي وناصر وأحمد ومتعب)، وأقاربه وأصدقائه، كان رحمه الله وفياً مع أصدقائه الذين عملوا معه دائم الاتصال بهم وتفقد أحوالهم، وهو كثيراً ما يستعيد شريط ذكرياته الطويل في خدمة الوطن بالكويت، ووزارة الإعلام، ونجران، ويزداد فخراً وعرفاناً بالزيارات الكريمة لمزرعته في الغاط التي كان يقوم بها المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والمرحوم الأمير نايف بن عبدالعزيز، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره.
كان رحمه الله يكرر موقفه مع المرحوم غازي القصيبي عندما كان وزيراً للكهرباء، ويثني على ذكاء وفطنة الوزير غازي القصيبي رحمهم الله جميعاً، يقول عندما كنت أميراً على نجران زار المنطقة الوزير غازي القصيبي، وفي جولة للمحافظات لاحظ عدم توفر الكهرباء في بعضها، بل إن بعض المواطنين قاموا بإطفاء الأنوار موجهين رسالة مباشرة للوزير، وحين هم غازي القصيبي بمغادرة المنطقة وعد أن يحل مشكلة الكهرباء في نجران خلال أيام، ولم أتوقع أن يكون تحقيق وعده ممكناً لعلمي المسبق بتأخر بعض الإجراءات الحكومية
إلا أن ذكاء الوزير كان فوق توقعاتي، فقد تصادف أن القصيبي عند وصوله إلى مطار الرياض التقى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، فقد كان الملك متجهاً إلى جدة وبرفقته وزير المالية، فكلم الملك بموضوع كهرباء نجران، فأمر الملك على الفور باعتماد تنفيذ متطلبات إيصال الكهرباء، وبالفعل جاء المهندسون في الموعد المحدد ونفذ المشروع.
ولأنه رحمه الله شغوف بالأدب والثقافة ومحب للعلم، انعكس جليًا من خلال جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي التي تمثل إشعاعاً في خدمة الوطن والعلم والعلماء. حقاً انه كان رجل دولة وكان نبراس الوفاء والإخلاص والأمانة، كان كريماً ومضيافاً، رحمه الله وأسكنه جناته. ستبقى ذكراه في قلوبنا ما حيينا.. رحم الله أبا مشعل وأسكنه جنات النعيم.
‏‎

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى