يسرى أبوعنيز تكتب:  انتحار،وقتل واصابات ماذا يجري في الأردن؟

ما بين محاولة انتحار،وانتحار خمسيني شنقا،واصابة 10 أشخاص بسقوط شاشة عرض في مهرجان جرش،وتعرض مستثمر عربي على اعتداء من قبل مُلثم،ومقتل أربعيني بعضة كلب مسعور،وإقدام سيدة على قتل طفليها خنقا،كل هذا وغيره يجعلنا في صدمه حقيقية خاصة أن معظم هذه الحوادث وقعت في يوم واحد، وهو يوم أمس الجمعة،ويجعلنا نسأل ماذا يجري في الأردن؟

نعم ماذا يجري في الأردن؟فكيف لأم شرق العاصمة عمات أن تُقدم على قتل طفليها بعد أن قامت بخنقهما دون ذنب ،وهما لا يعرفان بعد معنى ارتكاب الخطأ ،ولا يعرفان سوى الحب ،وأنهما بحاجة لها لأنها مصدرا للحب والعطف والحنان ،وكيف ذلك وهي بالنسبة لهم مصدرا للأمن والأمان ،وما هو الذنب الذي أقترفه هذان الطفلان حتى تكون نهاية الحياة على يد الأم، وهي التي أعتدنا خوفها على الأبناء حتى من الهواء حين يقترب منهم ؟.

وفي العقبة أثنى رجال الأمن العام يوم أمس سيدة بعد الصعود لأعلى إحدى العمارات،مصطحبة أولادها عن الإنتحار ،بعد أن عزمت الأمر على ذلك ،بعد أن وجدته الحل الأمثل على ما يبدو لمشاكلهم ،حتى هانت عليهم أرواحهم لهذه الدرجة.

وماذا يجري في الأردن حتى أن خمسينيا في لواء عين الباشا وسط المملكة أقدم على الإنتحار ،وإنهاء حياته بعد أن شنق نفسه ،نعم نحن لا نعرف ما هي الظروف التي دفعته لهذا الأمر،ولا ما هي الظروف التي يعيشها،أو يمر بها حتى أقدم على الانتحار ،لكننا حتما ضد أن يلجأ إلى هذا الأمر حتى يُنهي حياته ؟.

لم نكن هكذا،حتى وإن كانت ظروفنا أسوأ من ذلك ،لكن ما يحدث في بيوتنا،وفي الشارع في كل يوم يجعلنا في حيرة من أمرنا ،لماذا وصلنا لهذه الحالة من اليأس،حتى هانت علينا أنفسنا،بل وهان علينا الأبناء ،والأهل لنسمع في كل يوم عن جريمة تقشعر لها الأبدان،خاصة أنها غريبة عن مجتمعنا،وبعيدة كل البعد عنا،فماذا نحن فاعلون؟.

وكنا نمر بظروف أسوأ من هذه الظروف ،ورغم ذلك نُرحب بزوار المملكة حتى أصبحنا مضربًا للمثل في حسن الإستقبال ،والكرم،وإكرام ضيوف الأردن،واليوم وللأسف يتعرض أحد المستثمرين العرب للإعتداء على اراضينا، والمشكلة ان من قام بهذا الفعل هو شخص ملثم،ليسيء للأردن وشعبه.

نعم كان يوم أمس الجمعة،يومًا حافلا بالأحداث في المملكة ،ولكنها للأسف أحداث سيئة بكل ما تحمل الكلمة من معنا،أحداث غريبة عن مجتمعنا ،بعد أن أصبحنا نرتدي ثوبا غير ثوبنا ،حتى بتنا نقتل الأبناء ،والأبناء يقتلون الأباء، والأمهات يقتلن الأبناء والبنات،والزوجة تقتل الزوج،والزوج يقتل الزوجة،وارتفاع حالات الانتحار ،والجرائم،وغيرها من الجرائم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى