صمود ارشيد تكتب: ليست القضية بغناء أدهم النابلسي أو غيره

ليست القضيّة بغناء أدهم النابلسي أو غيره فهو ليس هواء أو ماء ولا غذاء أو مأوى
تقودنا هذه الفكرة أنّ مخلوقات الله الأخرى تحيا بهذه الأمور وتكتفي
نحن بعقولنا وقلوبنا ومشاعرنا نحتاج لأبعدَ من مأكل ومشرب ومسكن وإلا لبقينا في الكهوف ولما وصلنا إلى ماوصلنا إليه اليوم من علوم واختراعات وتسهيلات عيش وطب وصناعات
وهي أمور تفرح القلب وتسعده فلماذا لم نتخيّل الموسيقى والغناء بنفس الطّريقة المبهجة للقلب والمفرحة للنّفس؟!

لهذا السّبب كتبتُ يوماً أنّ الموسيقى موجودة بكل فعلٍ نقوم به في تهويدة أم وفي الصّراخ ونبرة الفرح أو الغضب
في ضحكات الأطفال ونحيب أمّ الشهيد كلّها موسيقى تعبّر عن مابداخلنا تخرج الشعور على هذه الصورة الواضحة
أن نعطي أنفسنا الحق في الحكم على النّاس بأحكام جائرة فندخل الجنّة من نشاء وندخل النار من نشاء كذلك ثقافة الفرح عندما ترتبط بالدّين هذا بالتحديد مانواجهه اليوم من تخبّط وتناقض واختلال في نظرتنا للحياة الدنيا ومايريده خالق الحياة الدّنيا منّا كأشخاص
فهل سيغضب الله تعالى إن كنّا سعداء؟!
لذلك كتبتُ أيضاً أنّ رسالات السماء كلها كان الهدف منها حياة كريمة دون إيذاء وشرور وأنّ الله ينظرُ إلى قلوبنا ونقائها وطيبتها وحبّها لخلقه وإلى حسن نوايانا وخلق الأعذار وعدم الغش وإصلاح الفرقاء وإلى الكلمة الطيّبة وأثرها
وهذا كلّه لايتعارض مع الغناء ولا الموسيقى
فأين الكفر وغضب الله؟!

كيف سيحتفل أهل العرس وأهل النّصر وأهل التّحرير
كيف سيحتفل أهل الناجح والخرّيج والمغترب العائد إلى وطنه بعد التّعب والكدّ والعمل؟!

الله يحبّنا ونحبّه نستحي منهُ ولانخافه لأنّه أرحم بنا من أمّهاتنا فكيف نتخيّل أنْه يغضب لفرحنا واحتفالاتنا
هو جلّ في علاه خلق الموهبة سواء بالعلم أو الفن بمختلف أشكاله فكيف لانحدّث بنعمته!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى