زكي بني ارشيد يسأل : من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟

هذا السؤال الذي قد يتكرر على مائدة الإفطار، ليس هو المقصود من عنوان الكتاب التحفيزي الذي نشره الكاتب الأميركي سبنسر جونسون، وصدر عام 1998، وعلى الرغم من صغر حجمه وعدد صفحاته ال 96 صفحة الا ان الكتاب حظي بشهرة واسعة وكان الأكثر مبيعاً لخمس سنوات متتالية.

 

ملخص الكتاب يحكي قصة رمزية تتحدث عن رحلة البحث عن مصادر الرزق ومقومات الحياة , حيث يجد باحثون ذات يوم منطقة مليئة بالجبن الامر الذي يدفع بعضهم للتحول الى نمط غيرمسؤول من الاستهلاك الجائر والتصرف بغطرسة وشره وتبذير ، دون التفكير بالتحوط أو التحول إلى مجتمع منتج.

 

غير أن بعضهم الاخر كان يدرك ان المخزون سينفذ يوما ما لانه بطبيعة الحال كان يتناقص يوميا ولذلك اخذوا يستعدون لذلك المصير الحتمي ووضع تصور لما سيقومون به حينها .

 

سردية الكتاب تخبر عن ذات صباح عندما ينفد ويتلاشى المخزون ، في ذلك الصباح يقف الجميع امام مفترق طرق و تتباين ردود فعلهم بالتعاطي مع هذا التطور حيث يبدأ فريق منهم في رحلة البحث عن الجبن من جديد ، في حين يكتفى البقية بالصراخ بتذمر وجزع قائلين من الذي حرك أو اختطف قطعة الجبن الخاصة بنا؟. وكيف تحركت؟ وكيف يمكن استعادتها؟,هؤلاء ناموا ليلتهم جائعين لأنهم لم يكونوا مستعدين لهذه اللحظة ظانين ان وجود الجبن امرا مسلما به ،

لأنهم أرقى من غيرهم واكثر تميزا من الآخرين.

 

الكاتب يحكي قصة الذين بدأوا رحلتهم نحو المستقبل في البحث عن البديل، وهؤلاء بلاشك وجدوا غايتهم واستانفوا حياتهم من جديد، في حين استمر العجزة والكسالى بالتلاوم حينا واجترار المجد التليد الذي فقدوه في احيان أخرى.

 

وتستمر الحكاية بوصف التحولات البطيئة التي رافقت نفاذ الجبن حيث نجح البعض بالتكيف مع الواقع الجديد في حين استمر البعض الاخر بانكار الواقع ورفض فكرة ان العالم يتغير بسرعة بسبب الوهم المسيطر عليهم بان الماضي سيعود دون بذل الجهد المطلوب .

 

 

احد القافزين نحو المستقبل كتب لصديقه البليد رسالة ليتفكر بها قبل الفراق تصلح أن تكون عنواناً للكتاب قال فيها :

*إذا لم تتغير؛ فمن الممكن أن تفنى،*

*ماذا تفعل إذا لم تكن خائفاً؟*

*عندما تتجاوز مخاوفك ستشعر بالحربة.*

*توقع التغيير واستعد له لأن التغيير يحدث باستمرار*

*كلما أسرعت بالتخلص من القديم استطعت أن تستمتع

بالجديد*

*تذوق طعم المغامرة واستمتع بيومك الجميل*

*كن مستعداً كي تتغير بسرعة*

*كي تبقى في القمة قم بواجبك ولا تفاجأ بأي تغيير خارج الحسبان،*.

 

 

خلاصة الكتاب :العالم الجديد ينطلق نحو المستقبل بسرعة فائقة، وإيقاع عميق، هي الأكثر تغيراً وتاثيراً على مدى التاريخ البشري، والعبور نحو المستقبل يحتاج إلى تأهيل خاص من أجل الاستمرار والبقاء والتمكين.

 

لن ينجو من الكارثة إلا من كانت لديهم القدرة الكافية على التكيف مع التغيرات القائمة والقادمة، أما العاجزون والمعوقون فقد فاتهم القطار، وفي طريقهم إلى التخلف والفناء، هذه هي طبيعة الحياة، التي لن تحفل بالاعباء الزائدة عليها ولن تنتظرهم ولا عزاء للمترددين .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى