الأسيرة الاردنية هبة اللبدي ترفض فك الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبها بالإفراج عنها

استدعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين امس، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، وسلمته مذكرة احتجاج على استمرار احتجاز المواطنة الأردنية هبة عبدالباقي وعبدالرحمن مرعي والظروف غير اللائقة لاحتجازهما.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة أن الوزارة كررت طلبها بسرعة الإفراج عن المواطنة هبة عبدالباقي، وكذلك عبدالرحمن مرعي، ولحين يتحقق ذلك طالبت بوجوب توفير ظروف احتجاز ملائمة لهما، ومراعاة الإجراءات القانونية السليمة وبما يتسق مع القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية، وحملت السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامتهما. وبين أن الوزارة والسفارة في تل أبيب تتابع بشكل يومي هذه القضية، وستقوم السفارة بزيارة رابعة إلى مركز احتجاز هبة، وثانية إلى مركز احتجاز مرعي، حال استكمال الإجراءات الخاصة بذلك.

وبين أن الوزارة تعمل على ترتيب زيارة لوالدة وشقيق هبة بناء على طلبهما، وان السفارة في تل أبيب على تواصل يومي مع محاميهما والسلطات الإسرائيلية لمتابعة الإجراءات القانونية وضمان توفير ظروف احتجاز ملائمة ولائقة.

وفي مدينة جنين، انضمت المواطنة الأردنية رندة اللبدي “أمُ حاتم” لكريمتها الأسيرة هبة أحمد عبد الباقي اللبدي، وأعلنت الإضراب المفتوح عن الطعام، دعماً ومؤازرة لها في إضرابها الذي اعلنته بتاريخ 26/ 9/ 2019، احتجاجاً على قرار الاحتلال تحويلها للاعتقال الاداري لمدة 5 شهور، بعد خضوعها للتعذيب والتحقيق في الزنازين الإسرائيلية.

وذكر خال الأسيرة أبو أحمد أن شقيقته المهندسة الكيميائية المتقاعدة التي ترتبط بعلاقة وطيدة مع ابنتها هبة، فوجئت وعاشت صدمةً قاسيةً باعتقالها لأنها تعرف جيداً شخصيتها وعدم انتمائها لأي حزب، مضيفاً: “لشدة حزنها وقلقها على مصير ابنتها وحياتها، خاصة بعدما أعلنت الإضراب، لم تتردد الوالدة الحنون والمحبة لابنتها بالانضمام إليها ومشاركتها الظروف والمعاناة نفسيهما، ولن تتوقف حتى تنتزع هبة حريتها”.

ويقول: “وُلدت هبة وتربت وعاشت في الأُردن التي تعلمت في مدارسها، وحققت النجاح في الثانوية العامة، ثم تابعت تعليمها العالي وحصلت على البكالوريوس. ويضيف: “هبة صاحبة طموح وإرادة عالية، وتميزت بالعزيمة والمثابرة والتخطيط لمستقبلها ورسم أحلام كبيرة، وبسبب نجاحها المستمر تمكنت من الحصول على وظيفة في عدة بنوك “.

ويُتابع: “هبة تعيش حياةً مستقرةً وناجحةً على الصعيدَين العائلي والوظيفي، وتعبت حتى تمكنت من توفير انطلاقة لمستقبلها من خلال عملها في الأردن والإمارات، لم تكن تتدخل بالقضايا السياسية، ولم تمارس طوال حياتها نشاطاً حزبياً أو سياسياً، لذلك فإن اعتقالها يثير التساؤلات والشكوك والمخاوف”. ويروي خال الأسيرة هبة أنها حضرت بتاريخ 20/ 8/ 2019 مع عائلتها من الأُردن متجهين إلى بلدة يعبد للمشاركة في حفل زفاف في نابلس، وفوجئ الجميع بعد وصولهم المعبر بقيام الاحتلال باحتجاز العائلة. ويُضيف: “أخضعت مخابرات الاحتلال هبة والعائلة للتحقيق ساعات حتى أُخلي سبيل العائلة، فيما احتجزت هبة وأبلغت عائلتها باعتقالها دون إبداء الأسباب ونقلتها إلى جهةٍ مجهولة”. لم يتمكن محامي هبة من معرفة مصيرها، وانقطعت أخبارها عدة أيام حتى تمكن محامي هيئة شؤون الأسرى من زيارتها بعد انتهاء التحقيق معها في زنازين سجن بيتح تكفا، ويقول أبو أحمد: “المحامي أبلغنا أن هبة تعرضت لتحقيقٍ صعبٍ وقاسٍ على مدار أيام، كما تم التحقيق معها لأيام من ساعات المساء حتى صباح اليوم التالي بشكل متواصل لإرهاقها وإجبارها على الإدلاء باعترافات”.

وخلال لقاء محامي الهيئة مع هبة قالت :”خلال فترة التحقيق تم احتجازي في غرفٍ ضيقةٍ معدومة التهوية وعالية الرطوبة، وفيها حشرات وصراصير، وعصبوا عينيّ ويديّ باستمرار، وقدموا أطعمة سيئة”. وأضافت: “خلال الشهر تم نقلي إلى سجن الدامون، ومن ثم الى مركز تحقيق بيتح تكفا وبالعكس، وتعرضت للتعذيب النفسي خلال فترة التحقيق بشكل همجي، وكذلك تعمدوا إرهاقي خلال نقلي بسيارة البوسطة وتعمدوا تشغيل المكيف على أعلى درجات الحرارة رغم الطقس الحار كنوع من التعذيب”.

منذ اعتقال هبة لم تتوقف عائلتها عن إثارة قضيتها والتنقل بين مؤسسات حقوق الإنسان للتحرك ووضع حد لاعتقالها التعسفي والظالم، الذي في إطاره حُرمت من زيارة المحامين والأهل، ويقول خالها: “عشنا كوابيس رعب وقلق خلال هذه الفترة العصيبة، وعندما كنا نتأمل وننتظر تحررها بعدما عجز الاحتلال عن تقديم لائحة اتهامٍ بحقها، فوجئنا بتاريخ 26/ 9/ 2019، بقرار تحويلها للاعتقال الإداري خمسة أشهر”، ويضيف: “لأنه قرار تعسفي وظالم قررت هبة الإضراب المفتوح عن الطعام، فعاقبتها الإدارة بنقلها من سجون الدامون الذي لم تستقر به سوى أيامٍ محدودة، وعزلها في مركز توقيف الجلمة وسط ظروف مأساوية”.

تعيش عائلة هبة مشاعر الخوف والقلق على حياتها في ظل الأخبار التي تؤكد تدهور أوضاعها الصحية بعد مرور نحو اسبوعين على إضرابها عن الطعام، ويقول خالها أبو أحمد: ” أن هبة فقدت 10 كلغ من وزنها، وتعاني من هزل عام وإرهاق شديد وأوجاع بالمعدة ودوار بالرأس بسب الإضراب عن الطعام”.

منذ اعتقالها، عُرضت هبة على المحكمة العسكرية عدة مرات، ويوضح خالها أن القاضي كان يجدد توقيفها كل مرة بناء على طلب المخابرات التي لم تتمكن من توجيه أي تهمة لها، ويقول: “التحويل إلى “الإداري” وسيلة للعقاب والانتقام والضغط على ابنتنا التي نشعر بخوف وقلق كبيرين على حياتها، وقدم محاميها استئنافاً ضد قرار الاعتقال الاداري ونتأمل أن ينجح في الغاء القرار الظالم بحقها وانقاذ حياتها”، واضاف ” رغم ظروفها الصعبة والضغوط ارسلت لنا هبة رسالة ، أكدت فيها اصرارها على مواصلة اضرابها حتى انتزاع حريتها لعدم قانونية اعتقالها”.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى