لا بد للقيد أن ينكسر

بقلم: شاكر فريد حسن  

نجاح ستة من أسرى الحرية الفلسطينيين الإفلات من قبضة الاحتلال الحديدية، بالهرب إلى فضاء الحرية، من سجن الجلبوع أو شطة سابقًا، الأكثر تحصينًا وامنًا في إسرائيل، من خلال نفق حفروه خلال عام كامل، يؤكد بلا شك أن الحرية لا يوقفها لا القضبان ولا الأغلال ولا عذاب السجن والسجان، ولا كل التحصينات. وقد نجح هؤلاء الأسرى بانتزاع حريتهم بقوة الإرادة والوحدة والعمل السري والإصرار على التحرر.  

ما قام به هؤلاء النسور الذين حفروا الأرض بملعقة صدئة، هو اثبات ودليل واضح على العبقرية الفلسطينية التي تناطح كفة المخرز، وتحفر في الصخر بالأظافر، وتفجر ينابيع الشموخ والعزة والفخار والإباء والعنفوان.  

ولا ريب أن الهروب الأسطوري للأسرى الستة هو عملية نوعية واستثنائية بكل المعايير والمقاييس، وأمر فريد في سجل الحركات التحررية بكثير من التفاصيل، وكثير من النجاح الذي أحدث صدمة شديدة وكبيرة لدولة الاحتلال والعدوان بكل المستويات السياسية قبل الأمنية، وسبب لها الارتباك والذهول، ويهدد مستقبل حكومة لبيد بينيت.  

إن هذه العملية “الهوليودية” انتاجًا واخراجًا وتنفيذًا، سيكون لها تداعيات كثيرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وستزيد من رصيد المتمسكين بنهج وثقافة المقاومة في الساحتين الفلسطينية والعربية، وتراجع كبير لجماعة أوسلو والقيادة المتنفذة في السلطة الفلسطينية، المتمسكة بخيار المفاوضات السلمية العبثية، والأوضاع سائرة وذاهبة نحو التصعيد والمعاقبة.  

واخيرًا أن هروب هؤلاء الأسرى يؤكد ما قاله الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: “ولا بد لليل أن ينجلي/ ولا بد للقيد أن ينكسر”.  

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى