معتز ابو رمان يكتب : عيدُالعمال بأي حالٍ عدتَ يا عيدُ

يأتي عيد العمال هذا العام في ظل جائحة أصابت البشرية في كل اصقاع المعمورة ، بما عرف بمرض “كورونا”..

هذا “الفيروس” الذي لا يرى بالعين المجردة و لكنه استطاع ان يغير وجه العالم خلال فترة وجيزة لم تتجاوز بضعةِ أشهر ، و لا شك أنه سيلقي بأثره على جميع مناحي الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لسنوات قادمة ، ففي الوقت الذي تكون حضانة الفيروس لأسبوعين فقط في جسمِ الانسان ، الا ان فترة حضانتهُ الاقتصاديه قد تستمر اكثر من ذلك بكثير ..

وكان العمال هم الطبقة الأكثر عرضةً لتداعيات الجائحة، و كلفتها عليهم هي الأخطر على الإطلاق ، خصوصا” اذا ما تم مقارنتها بضعف إمكانيات و ارتفاعِ اعدادِ الموظفين الذين فقدوا وظائفهم ، و كذلك عمال المياومة الذين كان قوتهم هو عناء يومهم و منهم الحرفيين و اصحاب المهن و العمالة غير المنظمة الذين اغُلقت ابواب العمل أمامهم نتيجة الظروف الراهنه ..

حيث تتوقع الدراسات ان يفقد مليونين عامل في الوطن العربي وظائفهم، فيما قد تستمر الانتكاسة الاقتصاديه العالميه لنهاية العام الحالي على اقلِ تقدير ، و سترتفع نسب البطاله في اردننا الحبيب “فهو ليس بمنأى عن العالم الخارجي “، و التي كانت مقدرة ب ١٨.٥٪؜ لحدود قد تتجاوز برأيي ٢٥٪؜ و ستقل فرص العمل نتيجة ازدياد الاعتماد على الوسائل التقنية الذكية بغية تخفيض تكاليف الإنتاج ، هذا كله ليس وليدُ الصدفة و انما تراكم العبءُ مع ظاهرة الكورونا المستجده ، و هو ايضا” نتيجة حتمية لإحلال الاقتصاد الرقمي كبديل عن الاقتصاد التقليدي في كل القطاعات..

انتهز هذه المناسبة ، لأذكرَ الحكومة بضرورة إتخاذ إجراءات حقيقة و ليس الاكتفاء بالشعارات الوردية لدعم قطاعات التشغيل ، من خلال :

أولاً-دعم جميع المنشأت بالقروض الميسرة متدنية الفوائد و تذييل الصعوبات أمامهم بتخفيض كلف الانتاج و اهمها الطاقه و تخفيض مساهمات الضمان الاجتماعي لنهاية العام حتى يتم اجتياز المحنة ، فالانعكاس الإيجابي على المؤسسات سيساهم في فتح افاق العمل و زيادة فرص التشغيل.

ثانياً-الاعتماد على الذات بالتكامل بالموارد الذاتية ، و دعم القطاعات الاساسيه و أهمها الزراعة من خلال توفير رقع الاراضي المروية ، و زيادة تنافسية المنتجات الصناعية بدعم الصادرات لرفع الانتاجية و تحسين جودة المنتج.

ثالثًا-تعزيز القطاع الخدمي بالإمكانيات التقنية الحديثة التي تعتمد على التطبيقات الذكية ، فمجاراة العولمة لا تكون باللحاق بها فحسب بل بالمبادرة الخلاقة ، لاننا في زمن السرعة و قد شهدنا انفتاح العالم من خلال شبكات الاتصال التي تُقصر الوقت و المسافات و تزيل الحدود ، “فإما ان نواكب العصر اًو أن نقتفي اثر القافلة”

رابعاً-قوننة العمالة الغير منظمة و منها عمال المياومة من خلال منحهم رخص مزاولة ذاتية و إدماجهم في نظام الحماية التكافلي في مؤسسة الضمان الاجتماعي ، و الاستمرار في برامج إحلال العمالة المحلية المدربة كبديل عن العماله المستوردة ، و زيادة مخصصات مظلة الامان الاجتماعي في موازنة الدولة بايصال الدعم لمستحقية من العاطلين عن العمل.

خامساً-دعم قطاع تشغيل المرأه في جميع القطاعات الإنتاجية ، و توجيه الاستثمارات الى المحافظات حيث تَنضُبُ فرص العمل و تخفيض كلف المواصلات العامه حتى لا تشكل عائقاً لمتدني الأجور.

سادساً-تأطيرُ و تطوير نظام العمل المرن الذي يساهم في مواجهة التحديات و زيادة فاعلية العمل عن بعد.

اعزائي العمال في كل ارجاء الوطن ،، و أما بعد …

يصادف عيدكم الوطني اليوم الجمعة حظرا” شاملا” في كل ارجاء الوطن ،،،،
الوطنُ الذي يستمد منكم العزيمة و الإصرار على الصمود و التحدي ، هذا الوطن الذي شكلتم أنتم بسواعدكم أهم لبناته ، كيف لا !؟ و انتم الأيادي التي تبني و العقول التي تُعلم و تخطط و تفكر، فأنتم الثروة الحقيقة التي لا تنبض عطاءًا ، و أهم موارد الوطن التي طالما كنتم نصب عيني صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظة الله و رعاة بالاستثمار بقدراتكم و صقل كفاءاتكم ..

أهنئكم أخواني بهذا الشهر الفضيل و “بعيد الاول من أيار” ، و اؤكد لكم انني سأكون كما عهدتموني سندكم في كل قضاياكم العادلة و سأستمر بمطالبتي برفع الحد الادنى للأجور و تأمين فرص العمل و تحسين ظروفكم المعيشية..

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى