سباق القطب الجنوبي: أموندسن يتفوق على سكوت في مغامرة تاريخية 1911-1912

جرى مطلع القرن العشرين سباق محموم على القطب الجنوبي بين المستكشفين النرويجي روالد أموندسن والبريطاني روبرت سكوت، واستمر التنافس بين عامي 1911 و1912، ليصبح قصة مثيرة ومأساوية في تاريخ الاستكشاف القطبي.
أموندسن يسعى للقطب الجنوبي
خسر أموندسن السباق على القطب الشمالي عام 1909 أمام الأمريكيين فريدريك كوك وروبرت بيري، ما دفعه للتخطيط بسرية تامة للوصول أولًا إلى القطب الجنوبي. أبحر على متن السفينة الشراعية فرام بمساعدة زميله فريتيوف نانسين قبل أن ينسحب نانسين بسبب مرض زوجته.
سكوت يواجه التحدي البريطاني
انطلق روبرت سكوت بخريف 1910 على متن السفينة البخارية تيرا نوفا، برفقة 65 شخصًا، ووصل إلى ساحل بحر روس في يناير 1911، فيما وصل أموندسن وفريقه في 15 ديسمبر إلى خليج الحيتان.

التقدم نحو القطب
انطلق أموندسن وفريقه جنوبًا في 20 أكتوبر 1911 باستخدام زلاجات تجرها الكلاب، بينما اعتمد سكوت على زلاجات تجرها خيول منشوريا الصغيرة، ما أدى إلى تأخر البريطانيين واضطرارهم للسير على الأقدام في بعض المناطق.
الوصول والانتصار
وصل أموندسن إلى القطب الجنوبي في 14 ديسمبر 1911، متقدمًا بفارق 33 يومًا على سكوت، الذي وصل في 17 يناير 1912 ليجد علم النرويج مرفرفًا. ترك أموندسن رسالة احترام لسكوت داخل خيمة قرب القطب.
العودة المأساوية لفريق سكوت
استطاع الفريق النرويجي العودة سالمًا إلى فرامهايم بعد 99 يومًا، بينما واجه الفريق البريطاني مصاعب جمة، فارق الحياة اثنان، وعانى الباقون من البرد والإرهاق والإسكربوط، حتى مات سكوت ورفيقيه داخل خيمة محاصرة بالعواصف.
آخر ما كتبه سكوت في مذكراته كان بتاريخ 29 مارس 1912: “كنا نعلم أننا نخاطر. الظروف ضدنا، ولذلك ليس لدينا سبب للشكوى. الموت قريب. بحق الرب، لا تتخلوا عن أهلنا!”