تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهز كشمير ويسقط عشرات القتلى

في تصعيد غير مسبوق منذ أكثر من عشرين عامًا، اندلعت مواجهات عنيفة بين الهند وباكستان على طول خط الهدنة في كشمير، أسفرت عن مقتل 26 شخصًا في الجانب الباكستاني وثمانية في الجانب الهندي. وبدأت المعارك بعدما نفذت القوات الهندية ضربات استهدفت ما وصفته بـ”معسكرات إرهابية” داخل الأراضي الباكستانية، رداً على الهجوم الذي وقع في باهالغام وأودى بحياة 26 شخصًا في كشمير الهندية قبل أيام.
القصف المدفعي والصاروخي بين الجيشين طال مناطق واسعة، حيث أصابت الضربات الهندية ست مدن باكستانية في كشمير وبنجاب، ما أدى إلى وقوع عشرات الجرحى، إلى جانب أضرار جسيمة في البنية التحتية، منها سد نيلوم-جيلوم. في المقابل، أفادت تقارير بسقوط قذائف باكستانية كثيفة على بلدة بونش في كشمير الهندية، ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، وسط حالة من الذعر والرعب بين السكان الذين استيقظوا على أصوات الانفجارات.
في تطور ميداني لافت، أُعلن عن تحطم ثلاث طائرات مطاردة تابعة لسلاح الجو الهندي قرب مدينة سريناغار، دون معلومات واضحة عن مصير الطيارين. بينما أكّد وزير الدفاع الباكستاني أن الدفاعات الجوية الباكستانية أسقطت خمس طائرات هندية، في وقت باشرت فيه السلطات الباكستانية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، واستدعت القائم بالأعمال الهندي للاحتجاج على ما وصفته بـ”انتهاك صارخ للسيادة”.
التصعيد العسكري رافقه تصعيد سياسي، حيث هدّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بـ”قطع مياه الأنهر” التي تمر من الهند إلى باكستان، في خطوة تهدد باتساع الأزمة نحو “حرب مياه” جديدة بين البلدين. دعوات دولية صدرت من موسكو وبكين ولندن لاحتواء الموقف، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي الطرفين إلى خفض التصعيد، في ظل مخاوف متزايدة من انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة بين الجارتين النوويتين.