افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث بعد 226 عاما على اكتشافها في الأقصر
تشهد مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر اليوم السبت حدثًا أثريًا عالميًا، يتمثل في افتتاح مقبرة ملكية نادرة للملك أمنحتب الثالث بعد مرور أكثر من 226 عامًا على اكتشافها. ويُفتتح الحدث رسميًا بحضور وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي وعدد من كبار المسؤولين في محافظة الأقصر والمجلس الأعلى للآثار.
مقبرة ملكية فريدة في قلب وادي الملوك
تقع المقبرة في قلب وادي الملوك، أحد أهم المواقع الأثرية في العالم، والذي يضم مئات المقابر الملكية التي خلدت عظمة ملوك مصر القديمة. وتمثل مقبرة أمنحتب الثالث نموذجًا متطورًا في فن الدفن الملكي، إذ اختار الملك موقعًا جبليًا بعيدًا عن الأنظار لدفنه، على خلاف العادات القديمة التي كانت تضع المقابر قرب ضفاف النيل.

226 عامًا على الاكتشاف
ووفقًا لمصادر في منطقة آثار الأقصر، فقد اكتشفت المقبرة عام 1799 على يد الفرنسيين روسيير جولواه وإدوارد دو فيلييه دو تيراج. وتشير بعض الوثائق إلى أن المقبرة كانت معروفة قبل ذلك، حيث ورد ذكرها في مذكرات الرحالة البريطاني ويليام جورج براون خلال القرن الثامن عشر.
إقرأ أيضا: أشرف مروان.. الجاسوس الذي قلب موازين حرب أكتوبر وخدع إسرائيل
ترميم دقيق استمر عقدين من الزمن
استغرقت أعمال الترميم والتأهيل أكثر من 20 عامًا، بدعم من منظمة اليونسكو والحكومة اليابانية، وشملت أعمال الترميم المعماري الدقيق وتركيب أنظمة للتحكم البيئي داخل المقبرة، بالإضافة إلى جمع وترميم المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها.

تصميم معماري مهيب يروي عظمة الدولة الحديثة
تتميز المقبرة بتصميم معماري فريد يجمع بين الفخامة والدقة. يبدأ المدخل المخفي خلف صخرة طبيعية بممر طويل يقود إلى قاعة ذات عمودين، تليها أروقة ضخمة تنتهي بحجرة الدفن الرئيسية المدعومة بستة أعمدة عملاقة. كما تحتوي المقبرة على سبع حجرات إضافية متفرعة عن الأروقة، ما يعكس براعة المهندسين المصريين القدماء في فن العمارة الجنائزية.
إقرأ أيضا: مصر تحقق 9 مليارات دولار من إيرادات السياحة حتى يوليو 2025
زخارف جدارية نادرة تحكي رحلة الشمس
الزخارف داخل المقبرة تُعد من أجمل وأندر الجداريات في التاريخ المصري القديم، حيث تُظهر رحلة الشمس الليلية عبر اثنتي عشرة ساعة — رمز مقدس في العقيدة الجنائزية الفرعونية. وتُعد هذه الرسومات مصدرًا أساسيًا لدراسة الرمزية الدينية والطراز الجنائزي لعصر الدولة الحديثة، ومثالًا يُحتذى به في مقابر الملوك الذين خلفوا أمنحتب الثالث.

الأقصر تستعيد بريقها السياحي العالمي
يمثل هذا الافتتاح خطوة مهمة في تنشيط السياحة الثقافية في مصر، ويؤكد مكانة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم. ومن المتوقع أن يجذب الحدث آلاف السياح والباحثين في مجال الآثار، مع اهتمام عالمي متزايد بالكنوز الأثرية المصرية.





