مبادرة خير الكورة الخاصة بمجموعة فاين الصحية القابضة تحول أحلام وطموحات مجتمع محلي كامل لحقيقة

رادار العرب- إتقان الأعمال ضرورة لا بد منها للنجاح وتحقيق الأهداف، ومن هذا المنطلق تبنت مجموعة فاين الصحية القابضة هذه الفلسفة لابتكار مبادرة تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي مستدام، حيث وقع الاختيار على لواء الكورة لتكون المنطقة التي تستضيف وتحتضن هذه المبادرة المؤسسية المجتمعية الجديدة. لم تكن الخطة آنذاك التحرك بسرعة وتقديم مساهمة صغيرة لحل آني لا يترك له أثر، إنما كانت صياغة وتنفيذ برنامج طويل الأمد للتنمية المستدامة يعالج مختلف المشكلات والقضايا المجتمعية بحلول فعالة من شأنها تمكين أهالي اللواء، ليتغلبوا بأنفسهم وبسواعدهم على التحديات التي تواجههم.

 

وبالفعل وكما خطط له، فقد تم إطلاق المشروع عام 2012، بجهود تضافرت بالتعاون مع العديد من الشركاء المخلصين، وبمشاركة فاعلة وغير مسبوقة من أهالي اللواء، حتى بات المشروع عبر السنوات بمثابة مبادرة متكاملة تهدف للتنمية المستدامة في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي في مجتمع غير نامٍ، وهو ما تحقق على أرض الواقع بالعمل والتفاني الكبيرين. واليوم، فقد استطاع مشروع خير الكورة إحداث نقلة نوعية حقيقية في حياة العديد من أبناء لواء الكورة وتحديداً من القطاع النسائي؛ ذلك أنه أصبح مصدر رزق وأمل وفخر للكثيرين من سكان اللواء مع ما مجموعه 6 آلاف مستفيد.

 

وفي هذا الصدد، تقول وفاء أبو شقير، إحدى السيدات المستفيدات من المشروع: “قبل انضمامي إلى مشروع خير الكورة، كانت حياتي رتيبة كونها محكومة للقالب التقليدي، إذ تمحورت حول الاهتمام بالعائلة فقط داخل نطاق المنزل. نمط حياتي هذا تغير مع تغير نظرتي للحياة، ولقدرتي على رعاية أسرتي بشكل أفضل، وذلك بفضل العمل ضمن مشروع خير الكورة الذي أكسبني ثقة بنفسي، كما أكسبني العديد من المهارات والخبرات التي أسهمت في إحداث التغيير الذي نعيشه اليوم.”

 

لقد كانت وفاء جزءاً من مبادرة مجموعة فاين منذ البداية؛ حيث شاركت في برنامج تدريب المهارات التابع للمبادرة، واستمرت بجهودها لتصل إلى مشرف مشغل التصنيع الغذائي، وهو ما يشير بوضوح كبير لهدف مبادرة خير الكورة الرئيس، المتمحور حول تمكين أهالي الكورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، عبر تعليمهم الاعتماد على أنفسهم من خلال إنشاء مشاريع استدامة ذات عائد اجتماعي، مع تزويدهم بالأدوات وإلحاقهم بدورات التدريب لتعلم المهارات وضمان الاستمرار في تطويرها.

 

وأضافت وفاء: “لقد كان لدينا برامج تدريبية مكثفة غطت كافة المحاور الهامة لمعرفة كيفية إدارة المشاريع الصغيرة في السنوات الست الماضية. كانت البداية مع موظفتين اثنتين، ولكن مع مرور السنين وصلنا إلى 15 سيدة نقوم بالإنتاج في ثلاثة مشاريع مختلفة.”

وتمتلك مبادرة خير الكورة حالياً العديد من المشاريع التي تتنوع ما بين مشاريع زراعة خالية من الكيماويات، ومشغل التصنيع الغذائي، ومطبخ ريفي، ومشغل الطباعة والتغليف، تشّغل وتدار من قبل سيدات من الكورة، حيث أن هذه المشاريع لا تدعم لواء الكورة اقتصادياً فقط، بل أيضاً تؤمن مصدر دخل ضروري لجميع العاملين.

 

وفي هذا الإطار، تقول وفاء: “لقد سمحت لي هذه الفرصة أن أقوم بدعم عائلتي مادياً، وهو شيء لم أكن أستطيع أن أقوم به سابقاً، وأصبح لدي الآن هدف لحياتي، كما أصبح لدي نمط حياة يمكنني من أن أكون زوجة، وأم، وعاملة.”

ويعتبر برنامج خير الكورة أكثر من مجرد شراكة بين القطاعين العام والخاص، بل أنه يركز على القيم التي تعزز التنمية المستدامة في المجتمع المحلي. وبالرغم من أن مجموعة فاين فخورة بدورها بنجاح هذا البرنامج، إلا أن المجتمع المحلي في الحقيقة هو من يقود هذا النجاح، فالسيدات مثل وفاء قد أظهرن مبادرات كبيرة في إدارة وتنمية المشاريع بأنفسهن، فكن ولا زلن مثالاً يحتذى به على التصميم والمثابرة والقيادة من أبناء المجتمع المحلي.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى