الأردن مع أمته مهما كبرت أو صغرت الخطوب

كتب ماجد القرعان
حقيقة لا يستطيع ان ينكرها أحد ان نهج الهاشميين ومنذ نشأت المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الأول والتاريخ يشهد على مستوى السياسة الخارجية لهم كابرا عن كابر وخاصة تجاه الدول العربية كافة من حكمة ومسؤولية قومية وفزعات حين تدلهم الخطوب بكافة اشكالها وأنواعها بالرغم من محدودية امكانياتنا .
والحكايات المشرفة في هذا الشأن لا تعد ولا تحصى والتي تتصدرها مواقفنا التاريخية المشرفة سواء بشأن قضية العرب الأولى ( فلسطين ) وصولا الى معاناة الأهل في غزة هاشم جراء الغطرسة الصهيونية أو تكالب الأمم في حربها على العراق الشقيق وكذلك استهداف الشقيقة سوريا حيث لم تتلطخ ايادي الأردنيين بدماء الأشقاء لا بل كنا العون لهم بما نستطيع للتخفيف من البلاء ودفعنا جراء ذلك اثمانا باهضة أذكر منها حصار ميناء العقبة .
مناسبة الحديث موقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني من العدوان الغاشم على دولة قطر الشقيقة من قبل الكيان الصهيوني حيث كان التحرك سريعا من قبل جلالته الذي قاد جهودا دبلوماسية مكثفة مع القيادة القطرية والدول العربية والإسلامية بهدف توحيد الصف ورفع الصوت عالياً مشددا جلالته بأنه اعتداء على الأمن والاستقرار الإقليمي بأكمله وسبق ذلك باتصال هاتفي مع سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حيث أعرب عن إدانة الأردن الشديدة للهجوم وتضامنه الكامل مع الأمن والشرعية في قطر وأن الأردن سيبقى السند القوي كما عهده حين تدلهم الخطوب تجاه الأشقاء فيما أكد ولي العهد السند الأمين لجلالته ان أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن الأردن مجسداً بذلك عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
علاقاتنا بالشقيقة قطر بدأت ما قبل استقلالها في عام 1971 وكذلك الأمر كان مع كافة دول الخليج والذي تمثل بوضع كافة الخبرات الأردنية في المجالات المختلفة التعليمية والإقتصادية والعسكرية وغيرها لمساعدتها على بدء بناء الدولة وشهادة حق ان الأخوة الأشقاء في كافة دول الخليج ومن ضمنها قطر الشقيقة لا ينكرون ذلك وانعكس على مستوى العلاقات الأخوية المتجذرة التي تربطهم بالأردن قيادة وشعبا .
موقف الأردن من العدوان الغاشم على دولة قطر الشقيقة أكده جلالة الملك بقوة ودون لبس في الكلمة التي القاها خلال مؤتمر القمة الطارىء للدول العربية والاسلامية الذي عقد في الدوحة حين قال في كلمته مخاطبا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ” أمن قطر أمننا واستقرارها استقرارنا ودعمنا لكم مطلق .
وزاد جلالته مشددا “ندين هذا العدوان خرقا فاضحًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا يدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع ونقف معكم بكل إمكانياتنا وندعم أي خطوة لمواجهة هذا العدوان ولحماية أمنكم واستقراركم وسلامة شعبكم ” داعيا المؤتمرين الى ضرورة خروج القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة بقرارات عملية لمواجهة خطر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ولوقف الحرب على غزة ومنع تهجير الشعب الفلسطيني ولحماية القدس ومقدساتها وحماية أمننا المشترك ومصالحنا ومستقبلنا .
زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى عمان اليوم الأربعاء ليست زيارة اعتيادية بكونها أول زيارة خارجية له بعد انتهاء مؤتمر الدوحة بل لها دلالاتها وأهمية كبيرة بخصوص العلاقات الثنائية التي تجمع ما بين الدولتين الشقيقتين فهي تبرز أولا مستوى ثقة قادة قطر بالمملكة الأردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا وتبرز ايضا أهمية ومكانة الأردن سياسيا على المستويين الإقليمي والعالمي .
لنا الفخر في الأردن بعلاقاتنا الأخوية المتجذرة والتاريخية مع الشقيقة قطر وكافة دول الخليج ومعها المملكة العربية السعودية ولنا ان نفخر أكثر بقيادتنا حيث الحكمة والسياسة المتوازنة الواضحة في كافة المواقف متطلعين الى ان تُعظم زيارة سموه لبلده الثاني العلاقات ما بين الدولتين الشقيقتين .
وختاما نقول لضيف الأردن الكبير سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حللتَ أهلاً ووطِئتَ سهلاً في اردن العز والفخار وتأكد سيدي ان الأردن بقيادة الهاشميين سيبقى السند والعزوة مع أمته مهما كبرت أو صغرت الخطوب .