تحطيم “خاتم الصياد”.. طقس كنسي يرمز لنهاية الحبرية البابوية

يُعد “خاتم الصياد”، أو كما يُعرف بالخاتم البابوي، من أبرز الرموز التي تجسد السلطة الروحية للبابا داخل الكنيسة الكاثوليكية، ويحمل دلالة تاريخية ودينية عميقة تمتد لقرون. ويتم تقديم هذا الخاتم للبابا الجديد خلال مراسم التنصيب، حيث يُنقش عليه اسمه إلى جانب صورة للقديس بطرس، وهو يلقي شبكته في البحر، في إشارة إلى الدور الرسولي للبابا كخليفة للقديس بطرس.
ويُعتبر الخاتم رمزًا للسلطة الدينية التي يتمتع بها البابا، كما كان يُستخدم سابقًا لختم الوثائق والرسائل البابوية الرسمية. ورغم أن دوره الوظيفي تقلّص في العصر الحديث، إلا أن قيمته الرمزية بقيت محفوظة، إذ لا يزال يُصنع خصيصًا لكل بابا جديد عند توليه منصبه، ليكون أحد أبرز علامات حبريته.
وبحسب التقاليد الفاتيكانية، يتم تحطيم الخاتم البابوي بعد وفاة البابا أو استقالته، في طقس رمزي يشرف عليه المسؤول عن شؤون الفاتيكان. ويهدف هذا الإجراء إلى التأكيد على انتهاء ولاية البابا الراحل ومنع أي إمكانية لاستخدام الخاتم في إصدار قرارات أو وثائق باسم الحبرية المنتهية.
ويُعد هذا الطقس جزءًا من البروتوكولات التي تنظم المرحلة الانتقالية في الفاتيكان، والمعروفة بفترة “شغور الكرسي الرسولي”، والتي تسبق انتخاب بابا جديد. ومع كسر الخاتم، تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الكنيسة، تُنهي عهدًا وتُمهّد لبدء آخر، تحت راية بابوية جديدة وخاتم جديد.