الأزمة الهندية الباكستانية وقمة الرياض

اسعد بني عطا

-اودى هجوم وقع بمنطقة (باهالغام ) في الشطر الهندي من إقليم ( جامو وكشمير ) المتنازع عليه بحياة ( ٢٦ ) شخصا بتاريخ (٤/٢٢) ، واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم ، وحمّلت وزارة الخارجية الهندية مسلحين باكستانيين من جماعة ( لشكر طيبة و جيش محمد ) المسؤولية عن الهجوم ، واعطى ( رئيس الوزراء ناريندرا مودي ) الجيش حرية التحرك للرد على الهجوم ، حيث اطلق الجيش الهندي عملية ( سيندور ) التي بدأت باستهداف مقرات لهذه الجماعات في باكستان وجامو وكشمير ، وأسفرت عن مقتل عناصر من جماعة ( جيش محمد ) ، وعلّقت الهند معاهدة تقاسم المياه مع باكستان الموقعة عام ( ١٩٦٠ ) ، كما تقدمت بطلب رسمي لشركة ( ميتا ) لحجب الوصول إلى صفحة إخبارية بارزة خاصة بالمسلمين على منصة ( إنستغرام ) في الهند .

– من جانبها نفت باكستان ضلوعها بالعملية ، ودعت إلى إجراء تحقيق محايد في ملابساتها ، كما طالب ( رئيس الوزراء / شهباز شريف ) ( الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش ) بدعوة الهند لضبط النفس ، وطلبت السلطات من الاهالي في الشطر الباكستاني من كشمير تخزين الطعام استعدادا لاي طارئ ، وهددت باتخاذ إجراء قانوني دولي بعد تعليق معاهدة تقاسم المياه ، محذرة من أن ذلك يعتبر من أعمال الحرب ، إذ يعتمد (٦٥٪) من الباكستانيين على الزراعة والوظائف المرتبطة بهذه الموارد المائية ، وتقدّمت الحكومة بطلب رسمي لمجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لتحقيق السلم والأمن الإقليمي ، واعلنت ( اسلام اباد ) إطلاق عملية ( البنيان المرصوص ) ردا على الهجمات الهندية بخطوة تصعيدية ، واستهدف الجيش قاعدتين جويتين هما : ( باثانكوت ) لتخزين الصواريخ في الشطر الهندي من كشمير و( أودامبور )  بولاية البنجاب ، واغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية بمؤشر على دخول البلدين في مواجهة مفتوحة ، وتمكن الجيش الباكستاني من اسقاط ( ٥ ) طائرات في المجال الجوي الهندي بينها ثلاث طائرات ( رافال ) وطائرة مروحية ومسيرات باستخدام صواريخ منها ( PL-15 ) صينية الصنع وسط صدمة هندية من التفوق الجوي الباكستاني الذي أسقط طائرات غربية الصنع ، ما يتيح للصين بيع الكثير منها في ظل الحظر ( الاورو امريكي ) على بيع مثلها للدول العربية والإسلامية ، وهو ما دفع البعض للقول : ” أن التقانة الصينية هزمت الغربية والتشويش الباكستاني هزم الغرور الهندي ، وأن الخرائط وموازين القوى تتغير بسرعة كبيرة ” .

-الاجراءات التصعيدية بين البلدين من حيث ؛ تبادل عمليات إطلاق النار ، الاشتباكات التي اندلعت بالأسلحة الرشاشة ، القصف المدفعي على طول الحدود في كشمير واستخدم الطرفان صواريخ باليستية في المواجهات أثار الرعب على نطاق واسع ، ما دفع ( مجموعة السبع ) للدعوة إلى خفض فوري للتصعيد واتخاذ أقصى درجات ضبط النفس في النزاع القائم بسبب تزايد المخاوف من انزلاق الجارتين النوويتين إلى حرب شاملة ، كما أشار وزير الدفاع الباكستاني إلى التواصل يومياً مع دول : السعودية ، قطر والصين بشأن تهدئة الأزمة ، وذكر وزير خارجية باكستان أن السعودية شاركت في محادثات وقف النار مع الهند ، ما يشير بوضوح إلى تنامي دور الوساطة السعودي إقليميا ودوليا إلى أن أعلن ( الرئيس ترامب ) إن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق نار كامل بشكل فوري بوساطة أمريكية بعد تبادل الهجمات وإطلاق النار على منشآت عسكرية .

-تطورات الأزمة الهندية – الباكستانية تلقي بظلالها على المنطقة والعالم ، حيث أبرم البلدان منذ عقود اتفاقية لوقف إطلاق النار حول إقليم كشمير المتنازع عليه ، ولا تزال قواتهما تتبادل إطلاق النار بشكل متقطع ، وتطالب كلتا الدولتان بإقليم كشمير ، وسبق أن خاضتا حربين من حروبهما الثلاثة بشأنه ، ما يثير التساؤل حول مدى صمود الاتفاق الاخير وعدم اختراقه مجددا .

-الوساطة القطرية والسعودية على وجه الخصوص كانت واضحة وملفتة خلال الازمة ، حيث لعبت دورا مهما بنزع فتيل الأزمة ولو مرحليا ، وهو ما يدفعنا للنظر بتفاؤل للقمة المرتقبة في الرياض والتي تجمع بين ( الرئيس الأمريكي ترامب ) وقادة مجلس التعاون الخليجي ، بالتزامن مع حديث الإعلام الأمريكي والعبري عن ابتعاد الرئيس الأمريكي عن خط ( نتنياهو ) ، وأنه قد يعترف بقيام دولة فلسطينية رسمياً ، وايجاد حل شامل لقضية غزة .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى