مبادرتان وطنيتان لتحسين تشخيص وعلاج أمراض الكلى المزمنة في الأردن

أطلقت الجمعية الأردنية لأمراض وزراعة الكلى، وجمعية اختصاصيي المختبرات الطبية الأردنية وجمعية المختبرات الأردنية بالتعاون مع شركة أسترازينيكا، الرائدة في في تطوير وإنتاج العقاقير الطبية، مبادرتين وطنيتين لتحسين تشخيص وعلاج أمراض الكلى المزمنة في الأردن، وذلك على هامش انعقاد فعاليات المؤتمر الدولي السنوي للجمعية الأردنية لأمراض وزراعة الكلى، وبمشاركة واسعة من الأطباء والمختصين في أمراض الكلى والمختبرات الطبية من القطاعين العام والخاص، وإلى جانبهم ممثلين عن جهات التحالف وعن وسائل الإعلام.
وتتمثل إحدى المبادرتين في توحيد تقارير الفحوصات المخبرية وفق بروتوكول وطني موحد، فيما تتمثل الثانية في إصدار بيان توافقي وطني متعدد التخصصات في مجال فحص وتشخيص وإدارة المرض.
وقد جاءت كل من المبادرتين استجابة للحاجة الملحة لتحسين الكشف المبكر عن أمراض الكلى وتقليل حالات التشخيص المتأخر عبر أدوات واضحة وتوافق وطني، بالنظر لانتشار المرض الذي بات يشكل تحدياً كبيراً محلياً تماماً كما هو الحال على الصعيد العالمي، خاصة في ظل انتشار عوامل الخطر كداء السكري وارتفاع ضغط الدم، بالتوازي مع ضعف الوعي والفحص المبكر.
وفي حديث له خلال المؤتمر، كشف رئيس الجمعية الشرق أوسطية لزراعة الأعضاء, الرئيس المنتخب للجمعية العربية لأمراض الباطنية وزراعة الكلى، إستشاري أمراض الباطنية وزراعة الكلى، الدكتور محمد غنيمات، أن النظام الموحد الجديد للتقارير يقوم على النظر إلى معدل الترشيح الكبيبي eGFR بعد حسابه باستخدام معادلة حديثة CKD-EPI 2021 بدلاً عن المعادلة السائدة MDRD، وربطه مع فحص نسبة الألبومين إلى الكرياتينين، على أن يتم تفسير النتائج من قبل مختص صحي، والإبلاغ كنسبة وليس كمصطلح ووصف.
ومن جهته، تحدث نائب رئيس جمعية اختصاصيي المختبرات الطبية الأردنية، الدكتور بشار القسوس حول أهمية النظام الموحد للتقارير، مبيناً أنه يساهم في الاكتشاف المبكر لاحتمال وجود تلف في الكلى، وفي مراقبة صحة المعرضين للخطر عبر الفحص الإضافي للبول UACR الذي يفرضه والذي يتطلب قياس الألبومين إلى الكرياتينين.
وكان التحالف قد أطلق تجربة توحيد تقارير المختبرات في عام 2024 وفقاً للإرشادات العالمية KDIGO، وقد تم اعتماد الآلية الموصى بها من قبل ثلاثة مختبرات كبرى. وتعزيزاً للتجربة، أطلقت المختبرات المشاركة في التجربة باقة فحوصات “صحة الكلى” بأسعار مخفضة لتشجيع الفحص المبكر. وبناءً على ذلك، فقد حفزت التجربة على إجراء أكثر من 300 فحص منذ أواخر العام 2024، مع خطة للوصول إلى ألفي فحص في 2025، بهدف رفع معدل الكشف المبكر عن أمراض الكلى المزمنة بنسبة 20%، وزيادة استخدام العلاجات الموصى بها بنسبة 15%.
وخلال المؤتمر، تم إصدار أول بيان وطني توافقي متعدد التخصصات حول أسس فحص وتشخيص وإدارة مرض الكلى المزمن، بمشاركة أطباء من تخصصات متعددة وجمعيات طبية أردنية. وكشفت نائب رئيس الجمعية الأردنية لأمراض تصلب الشرايين و ارتفاع ضغط الدم, رئيس قسم أمراض الكلى في مستشفى العبدلي، استشارية أمراض الباطنية وزراعة الكلى و ارتفاع ضغط الدم، الدكتورة هبة البرغوثي، أن البيان الذي جاء كثمرة لاجتماعات وحوارات وورش عمل علمية بمشاركة أطباء من تخصصات عدة وجمعيات طبية رائدة، يمثل أول دليل محلي يُراعي واقع النظام الصحي في الأردن، ويوفر إطاراً علمياً موحداً لتسهيل الكشف المبكر، والتشخيص الدقيق، وتطبيق بروتوكولات علاجية حديثة.
وأوضحت الدكتورة البرغوثي أن من أبرز توصيات البيان فحص الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل من تجاوزوا 60 عاماً، ومرضى السكري والضغط والقلب والمستخدمين لأدوية مزمنة، مشددة على أهمية التقييم المزدوج باستخدام فحصي eGFR وUACR لتشخيص أدق، مع تنظيم المتابعة الدورية وتفعيل الإحالة الطبية المتخصصة. كذلك، فقد دعت الدكتورة البرغوثي لاعتماد أدوية مثبتة علمياً مثل مثبطات ACE وARBs وSGLT2 لتحسين وظائف القلب والكلى وتقليل مضاعفات الضغط والسكر.
وحول أهمية المبادرتين، علق الدكتور غنيمات بالقول: “إن توحيد تقارير الفحوصات المخبرية وتزويد الأطباء بإرشادات واضحة ومتكيفة مع الواقع المحلي يعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة رعاية مرضى الكلى في الأردن وتقليل تطور المرض إلى مراحل متقدمة، من خلال الكشف المبكر وتحسين النتائج الصحية.”
أما المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والمغرب العربي لشركة أسترازينيكا، الدكتور رامي اسكندر، فعلق قائلاً: “باعتبارنا شريكاً استراتيجياً للهيئات الصحية في الأردن في القطاعين العام والخاص، فإننا لا نستثني أنفسنا من جهود تمكين التشخيص المبكر للأمراض المزمنة وتحسين جودة الرعاية. ما نشهده اليوم في الأردن، يعتبر خطوة مفصلية ضمن رؤيتنا لتوسيع الشراكات طويلة الأمد مع النظم الصحية في الأردن، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف، في انعكاس لالتزامنا بدعم الحلول المستدامة القائمة على البيانات والمعايير العالمية، والتي تضمن مستقبلاً صحياً أكثر أماناً وإنصافاً للمجتمعات التي نخدمها، طامحين للتوسع على مستوى دول الشرق الأدنى والمغرب العربي.”
وفي ختام فعاليات المؤتمر، أطلق المشاركون دعوة لجميع جميع مقدمي الرعاية الصحية والمختبرات الطبية في الأردن إلى اعتماد هذه البروتوكولات والتوصيات بشكل فوري، بينما سيواصل التحالف قياس الأثر وتنفيذ المزيد من الخطوات الداعمة بما في ذلك الزيارات الميدانية والأنشطة التعليمية والتواصلية مع الأطباء والمختبرات، فضلاً عن إطلاق حملات التوعية وورش العمل التدريبية لتعريف الأطباء بالحزمة الشاملة مخفضة الأسعار طوال العام.