تصعيد جديد في الضفة: اقتحام مقام يوسف وتهجير عائلات فلسطينية وسط حماية الاحتلال

اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين فجر اليوم الخميس مقام يوسف شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في المنطقة الشرقية، واعتلت أسطح المباني المحيطة، ممهّدة الطريق لاقتحام المستوطنين الذين أدّوا طقوسًا دينية داخل المقام في مشهد استفزازي متكرر أثار توترًا في المدينة.
بالتزامن مع ذلك، اضطرت عائلات فلسطينية تقطن تجمع “مغاير الدير” بين دير دبوان ومخماس شرق رام الله، إلى تفكيك مساكنها ومغادرة المنطقة قسرًا، نتيجة اعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين. وأفادت منظمة البيدر بأن المستوطنين استولوا على ممتلكات السكان، واقتحموا منازلهم، واعتدوا على النساء والأطفال، كما أقاموا بؤرة استعمارية رعوية وسط التجمع، الأمر الذي أجبر السكان على الرحيل بحثًا عن مأوى آمن.
وشهدت بلدتا أوصرين وعقربا جنوب نابلس هجومًا من قبل مستوطنين أضرموا النيران في مركبة وحاولوا إحراق مسجد أبي بكر الصديق، وكتبوا شعارات عنصرية على جدرانه تدعو إلى قتل الفلسطينيين وتهجيرهم. كما أُحرق منزل في قرية بيرين جنوب شرق الخليل، ما أدى إلى انفجار أنبوبة غاز وتدمير أجزاء من المنزل، فيما اضطرت العائلة المكونة من عشرة أفراد إلى إخلائه بسبب تهديدات سابقة من المستوطنين.
في السياق ذاته، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية طالت 26 فلسطينيًا، بينهم نساء وأسرى محررون، في ظل التصعيد المتواصل شمال الضفة خاصة في جنين وطولكرم. وتشير الوقائع الميدانية إلى تصاعد حاد في عمليات القمع والتهجير التي تنفذها قوات الاحتلال والمستوطنون بحق السكان الفلسطينيين، ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ الأرض من أصحابها.