استهداف مستودع الأدوية في مستشفى العودة شمال غزة يفجر أزمة صحية حادة

أعلن مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة، الدكتور محمد مصالحة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بشكل مباشر مستودع الأدوية الرئيسي في المستشفى، ما أدى إلى احتراقه بالكامل وفقدان المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضح مصالحة أن الحريق الناتج عن القصف استمر لأكثر من يومين، ملحقًا دمارًا شاملاً بجميع المرافق الطبية الخارجية، بما فيها الأجهزة والمركبات.

وأكد مصالحة في حديثه لقناة “المملكة” أن ما تبقى من المستلزمات داخل أقسام المستشفى لا يكفي لأكثر من أسبوع واحد فقط، في ظل الحصار الخانق الذي يمنع دخول الإمدادات الطبية أو خروج الطواقم. وأشار إلى أن القصف لم يقتصر على مستودع الأدوية، بل طال خزان الوقود الرئيسي الذي فُرّغ تمامًا، مما أدى إلى فقدان أكثر من 4000 لتر من الوقود، إضافة إلى تعطيل محطة التحاليل وخروج قسم الجراحات التخصصية عن الخدمة، وهو ما أفقد المستشفى نصف طاقته التشغيلية.

وفي سياق متصل، أوضح مصالحة أن المستشفى يأوي حاليًا 19 مريضًا ومرافقيهم، في ظل أوضاع صحية وإنسانية متدهورة، حيث تُستهدف أي حركة في محيط المستشفى، وتُمنع سيارات الإسعاف من الدخول أو الخروج. وأضاف أن قسم مبيت الجراحات التخصصية تعرض لقصف مزدوج، كان آخره في 21 تشرين الثاني 2023، بعد ترميمه من قصف سابق، وأسفر عن استشهاد ثلاثة أطباء ومرافق ومريض، في حين استشهد ممرض وعاملان في النظافة برصاص قناصة الاحتلال في كانون الأول، لترتفع حصيلة الشهداء داخل المستشفى إلى سبعة، منهم ستة من الطواقم الطبية ومرافق مريض.

أما بشأن الاعتقالات، فقد كشف مدير المستشفى عن اعتقال الاحتلال لخمسة من كوادره، أُفرج عن اثنين منهم، فيما لا يزال ثلاثة رهن الاعتقال حتى الآن، وهم الدكتور أحمد مهنا المدير السابق للمستشفى، والدكتور محمد عبيد استشاري جراحة العظام، ومسؤول العمال في المستشفى. ورغم كل ذلك، شدد مصالحة على أن مستشفى العودة لا يزال يعمل بما تبقى من إمكانات، في محاولة لتقديم الرعاية الطبية للمرضى، وسط انهيار شبه كامل للنظام الصحي في شمال قطاع غزة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى