سوريا تعيد المفصولين إلى وظائفهم: إنصاف مؤجل بعد سنوات القطيعة

أطلقت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في سوريا خطة لإعادة الموظفين المفصولين من وظائفهم خلال السنوات الماضية، معظمهم ممن تركوا أعمالهم بسبب مواقف سياسية خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد. المبادرة التي طال انتظارها من قبل آلاف السوريين جاءت بمثابة انفراجة بعد أعوام من الشعور بالتهميش، إذ بدأت الوزارة بإجراء مقابلات تمهيداً لإعادتهم إلى وظائفهم الرسمية.
حسن، أحد هؤلاء الموظفين، عبّر عن ارتياحه للقرار رغم تأخره، مشيراً إلى أنه انشق عن عمله في وزارة الإدارة المحلية عام 2013 رفضاً لما وصفه بـ”قمع الشعب”. وبعد عودته من الأردن منذ أشهر، توقّع أن تتجاوب الوزارة معه سريعاً، غير أن الرد تأخر حتى تلقى اتصالاً من زميل سابق يخبره بأن اسمه مدرج ضمن خطة إعادة المفصولين. رغم أنه لم يحسم قراره النهائي بشأن العودة، إلا أنه يرى في هذه الخطوة اعترافاً معنوياً بما تحمّله من خسائر شخصية.
الخطة الحكومية لم تقتصر على وزارة واحدة، بل شملت وزارات ومؤسسات متعددة، منها التنمية الإدارية، والتربية، والداخلية، والصحة، وهيئة الطيران المدني. إبراهيم، موظف سابق في وزارة الشؤون الاجتماعية، عاد من تركيا بعد تغيير النظام، لكنه صُدم من التجاهل الذي واجهه. مؤخراً تلقى عرضاً رسمياً للعودة إلى العمل، يتضمن خيارات وظيفية متعددة وصرف مستحقاته المالية المتراكمة على دفعات بسبب الوضع الاقتصادي الراهن.
ورغم الترحيب الشعبي بالخطوة، حذّر الخبير الاقتصادي حسن ديب من أن هذا القرار قد يفقد قيمته إن لم يُستكمل بعدالة وشمولية. وأشار إلى أن موظفين كُثر ما زالوا يعانون من آثار قرارات فصل تعسفية، وبعضهم لم يحصل على مستحقاته منذ التغيير السياسي الأخير. وشدّد ديب على أن إعادة بناء الدولة تحتاج إلى تجاوز الأخطاء السابقة وتوظيف جميع الطاقات البشرية دون تمييز، لتفادي خسارات جديدة في النسيج الوطني السوري.
المصدر: RT