نشاط زلزالي مقلق في ألاسكا يعيد الأنظار إلى جبل سبور

عاد جبل سبور في ألاسكا إلى واجهة الاهتمام العلمي والبيئي بعدما رُصدت زيادة ملحوظة في النشاط الزلزالي تحت سطحه، ما أثار قلقا من إمكانية تجدد ثورانه. مرصد ألاسكا البركاني أوضح أن عدد الهزات الأرضية ارتفع مجددًا إلى المستويات المسجلة في مارس الماضي، بعد أن شهد تراجعاً خلال شهري أبريل ومايو. وعلى الرغم من أن المؤشرات لا تؤكد اقتراب ثوران وشيك، إلا أن حالة الجبل ما تزال توصف بـ”غير المستقرة”.

الباحث مات هاني أوضح أن الزلازل مستمرة تحت الجبل، مشيرًا إلى أن مراقبة الجبل قائمة دون توقف منذ أواخر مايو، مع عدم رصد أي تغييرات دراماتيكية حتى اللحظة. إلا أن تحذيرات العلماء لم تغب، حيث شددوا على أن أي نشاط بركاني جديد سيكون مسبوقًا بانبعاثات رماد كثيفة قد تصل إلى ارتفاع 50 ألف قدم، ما قد يؤثر بشكل مباشر على مدينة أنكوريج، الواقعة جنوب الجبل.

بيانات الرصد الحديثة أظهرت أن مستويات الغازات البركانية لا تزال أعلى من المعتاد، رغم انخفاضها الطفيف خلال مايو، ما قد يعكس وجود صهارة نشطة قريبة من السطح. وتؤكد المعطيات أن وتيرة الزلازل قفزت من 30 إلى أكثر من 120 هزة أسبوعيًا منذ أبريل، وهو ما يُعد مؤشرا على استمرار الاضطراب تحت الجبل.

في حال ثوران الجبل، يتوقع العلماء أن يحاكي النمط الانفجاري لثورتي عامي 1953 و1992، حين تصاعدت أعمدة الرماد لمسافات شاسعة وتسببت بتعطيل الطيران. كما يُخشى من حدوث انهيارات طينية وصخرية من الفوهة الجانبية “كراتر بيك” بسرعات قد تصل إلى 200 ميل في الساعة. ورغم كل هذه التحذيرات، طمأن المرصد السكان بأن المناطق السكنية ليست معرضة للخطر المباشر، مع احتمال تأثر حركة الطيران فقط، كما حدث في 2006 عندما أُغلق مطار أنكوريج بفعل سحب الرماد المتصاعدة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى